«داء الكلب».. خطر مميت يمكن منعه.. وخبراء القطيف يكشفون بروتوكول النجاة
نظم مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة القطيف، اليوم الأحد، فعالية توعوية بمناسبة اليوم العالمي لداء السعار، وذلك بمشاركة جهات صحية وبيطرية وفرق تطوعية.
وهدفت الفعالية إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي حول خطورة هذا المرض الفيروسي وطرق الوقاية منه، وسبل التعامل الفوري مع حالات التعرّض المحتملة.
وأكد المشاركون من أطباء ومختصين أن داء السعار، المعروف بـ ”داء الكلب“، يعد مرضًا مشتركًا ينتقل من الحيوان للإنسان، وغالبًا ما يكون مميتًا بمجرد ظهور الأعراض، مما يجعل التوعية بخطوات الوقاية أمرًا بالغ الأهمية.
وأوضح الدكتور أحمد ال سنبل، مدير عام إحدى العيادات البيطرية المشاركة، أن خطورة المرض تكمن في كونه ينتقل بين الإنسان والحيوان، مشددًا على أن التطعيم هو السبيل الأمثل للوقاية، حيث لا يتوفر علاج للمرض في مراحله المتقدمة.
وقدمت الأركان المشاركة في الفعالية، التي أقيمت في صفوى، شروحات تعريفية شاملة حول طبيعة المرض وكيفية انتقاله وتشخيصه.
وفي هذا السياق، أفاد الأخصائي علي ماجد السعيدي من مركز الصحة العامة والطب الوقائي بالقطيف، أن الفيروس ينتقل بشكل رئيسي عبر لعاب الحيوانات المصابة، كالكلاب، وأن التعامل السريع بعد التعرض للعض أو الخدش هو خط الدفاع الأول لإنقاذ الحياة.
وفيما يتعلق بالإجراءات الطبية الواجب اتباعها، أجمع المختصون على ضرورة تنظيف الجرح وتطهيره بالماء والصابون فورًا، والتوجه مباشرة إلى أقرب مركز صحي لتلقي الرعاية اللازمة. ويتضمن البروتوكول العلاجي الوقائي.
أوضح السعيدي، برنامجًا تطعيميًا يتكون من أربع جرعات تُعطى في أيام التعرض الأول، والثالث، والسابع، والحادي والعشرين، مع إمكانية إضافة جرعة خامسة للحالات ذات المناعة المنخفضة. ويتم تحويل المصاب من المركز الصحي إلى مركز الصحة العامة لمتابعة استكمال الجرعات.
وشارك متطوعون، مثل أحمد آل غريب من احدى المدارس الأهلية، في توعية الأسر والأطفال بالمرض وأعراضه والحيوانات التي قد تنقله، نظرًا لملاحظة انتشاره في الآونة الأخيرة.
إلى جانب الجانب الوقائي، سلطت الفعالية الضوء على الخدمات البيطرية المتاحة، حيث أشار الدكتور ممدوح الزاهر، من وزارة البيئة والمياه والزراعة، إلى أن الوحدة البيطرية تقدم خدمات صرف الأدوية واللقاحات للحيوانات، والتي يمكن للمستفيدين الوصول إليها بسهولة عبر منصة ”نماء“ الإلكترونية.
وبرز في الفعالية الجانب الإنساني والمجتمعي لرعاية الحيوان، حيث استعرض فريق ”نحن صوتهم“ التطوعي دوره في إنقاذ ورعاية الحيوانات المصابة والمشردة.
وأوضحت زينب الحمود، من أعضاء الفريق، أنهم يقومون بعلاج الحالات التي تحتاج لتدخل بشري، مثل ضحايا الحوادث، بالتعاون مع عيادات بيطرية في المنطقة تقدم لهم أسعارًا مخفضة، بهدف تشجيع ثقافة الرفق بالحيوان وإنقاذ الأرواح، سواء كانت لقطط، أو كلاب، أو طيور، أو غيرها من الكائنات.
وضمن الفعالية، تم تخصيص ركن توعوي للتحذير من مخاطر داء السعار، حيث تم التشديد على خطورة عضات الحيوانات، خاصة الأليفة منها كالقطط التي قد تتواجد في المنازل.
ودعا الدكتور محمد الغامدي، من إدارة مراكز الرعاية الصحية بالقطيف كل من يتعرض لمثل هذه الحوادث إلى ضرورة التوجه الفوري إلى أقرب مركز صحي للحصول على الخدمة الطبية اللازمة وتجنب أي مضاعفات خطيرة.
من جانبه، أكد حسين القلاف، المدير الرياضي بنادي الصفا، أن تواجد النادي في هذه الفعالية يمثل جزءاً لا يتجزأ من مسؤوليته الاجتماعية ورغبته في تعزيز الشراكة المجتمعية الفعالة مع مختلف المؤسسات في المنطقة.
وبيّن القلاف أن نادي الصفا، بصفته أحد الروافد الرياضية والاجتماعية الهامة التي تخدم المجتمع بشكل واسع، يحرص دائماً على المشاركة في جميع المحافل المجتمعية.
وأضاف أن هذه المشاركات تهدف إلى تقوية أواصر التعاون مع المؤسسات الخاصة والمجتمعية، بما يخدم أهداف التنمية الشاملة ويعود بالنفع على أهالي المنطقة.








































