هل الهروب من المشاعر السلبية يجعلك أقوى أم أضعف نفسياً؟
أوضح الدكتور أسامة الجامع، أستاذ علم نفس الأسرة والزواج، أن القوة النفسية الحقيقية لا تعني غياب المشاعر السلبية، بل تكمن في القدرة على التعامل معها بوعي وشجاعة.
وحدد ثلاثة عناصر رئيسية لبناء هذه القوة، تتمثل في تقبل الفرد لمشاعره السلبية منذ لحظة ظهورها، والتسامح مع وجودها كجزء طبيعي من التجربة الإنسانية، وأخيراً اتخاذ قرار واعي بمواجهتها بدلاً من الهروب منها.
وأشار الدكتور الجامع إلى أن امتلاك هذه المهارات النفسية يمكّن الإنسان من التعامل مع ضغوط الحياة وتحدياتها اليومية بشكل أكثر توازناً ومرونة.
وأكد أن هذا النهج الواعي يساهم بشكل مباشر في تعزيز الصحة النفسية، ويقلل من مستويات التوتر والقلق التي غالباً ما تنشأ نتيجة كبت المشاعر ومحاولة تجاهلها.
في المقابل، حذر أستاذ علم نفس الأسرة من السلوكيات التي قد تؤدي إلى تدهور الحالة النفسية للفرد على المدى الطويل.
وذكر أن رفض الاعتراف بالمشاعر السلبية، وقبول المشاعر الإيجابية فقط، أو السعي المحموم للتخلص الفوري من أي إحساس مؤلم، أو تجنب المواقف التي تثير هذه المشاعر، كلها استراتيجيات هدامة.
وشدد على أن هذه المحاولات لتجنب الألم النفسي تؤدي إلى نتيجة عكسية، حيث تبقى المشاعر مكبوتة داخل النفس وتستمر في التأثير بشكل سلبي ومدمر على الصحة النفسية والعامة للفرد.













