الوراثة في قفص الاتهام.. أستاذ جامعي يحلل أسباب التوحد
أكد الدكتور إبراهيم العثمان، أستاذ التربية الخاصة في جامعة الملك سعود، أن العوامل الجينية والوراثية لا تزال تمثل السبب الرئيس الذي ترجحه الأوساط العلمية لتفسير اضطراب طيف التوحد.
وشدد في الوقت ذاته على أن الأبحاث العالمية لم تتوصل بعد إلى نتيجة قاطعة أو ما يمكن اعتباره ”خبرًا مؤكدًا“ يحدد المسبب النهائي للاضطراب بشكل قاطع.
أوضح العثمان أن غالبية العلماء والباحثين في هذا المجال يميلون إلى ترجيح أن الجينات تلعب الدور الأساسي في ظهور اضطراب طيف التوحد، بشكل يفوق أي أسباب بيئية أو مكتسبة أخرى.
واستشهد بالدراسات العلمية التي تظهر وجود علاقة واضحة، حيث تزداد احتمالية الإصابة بشكل ملحوظ بين التوائم المتطابقة الناتجة من بويضة واحدة، وهو ما يعد دليلًا قويًا يعزز فرضية التأثير الوراثي المباشر.
وفي سياق متصل، أشار أستاذ التربية الخاصة إلى وجود فرضيات أخرى تناولها بعض الباحثين، تتعلق بعوامل عصبية وعضوية محتملة.
وتطرق إلى النظريات التي تربط بعض الحالات بعوامل بيئية، مثل نوعية الغذاء أو بعض المؤثرات التي قد تتعرض لها الأم أثناء فترة الحمل.
وأكد أن هذه النظريات لا تزال محدودة الانتشار، ويتبناها عدد قليل من الباحثين، ولا ترقى الأدلة الداعمة لها إلى أن تكون سببًا رئيسًا يمكن الاعتماد عليه علميًا.
وخلص العثمان إلى أن الاستنتاج الحالي، رغم ميله القوي نحو العامل الجيني، لا يزال بحاجة ماسة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث العلمية المعمقة لتعزيزه بالأدلة القاطعة والنهائية.
