شاهد.. عهد الغريافي.. طفلة تحوّل معركتها مع السرطان إلى قصة أمل ملهمة
تجسد الطفلة عهد الغريافي، البالغة من العمر 11 عامًا، قصة استثنائية في الصبر وقوة الإرادة، محوّلة رحلتها العلاجية مع مرض السرطان إلى منارة أمل، وذلك بدعم متكامل من ”جمعية الأمل لمكافحة السرطان“ بمحافظة القطيف، التي أثبتت دورها الفاعل في مساندة المرضى وأسرهم.
في بداية تشخيصها، أوضحت عهد أنها لم تكن تدرك تمامًا حقيقة مرضها، إلا أن إدراكها الكامل للحالة أدخلها في مرحلة من اليأس وفقدان الشهية، وشعور بأن رحلتها قد أوشكت على النهاية. لكن هذه اللحظات لم تدم طويلًا، حيث استجمعت قوتها سريعًا، مؤمنة بأن ما تمر به هو اختبار ستتجاوزه بإذن الله، ومعبرة عن يقينها وثقتها المطلقة في الشفاء.
ويتجسد دافعها الأكبر في حلم يراودها بأن تصبح طبيبة متخصصة في علاج أورام الأطفال، رغبةً منها في مساعدة الصغار الذين يخوضون التجربة ذاتها.
وأشارت إلى أن هذا الحلم هو ما يمدها بالقوة لمواصلة الصبر والمثابرة، لإيمانها بأن الله سيكافئها على تحديها هذا، وتتطلع بشغف إلى اليوم الذي تقرع فيه جرس الشفاء في المستشفى، إيذانًا بانتهاء رحلة العلاج.
ووجهت عهد رسالة مؤثرة إلى جميع الأطفال والكبار الذين يواجهون المرض، حثتهم فيها على التحلي بالصبر والالتزام بتعليمات العلاج، مؤكدة أنهم جميعًا أبطال في معركتهم، وأن جزاء صبرهم سيكون كبيرًا.
ولم يقتصر الدعم على الجهات الرسمية، بل امتد ليشمل مبادرات مجتمعية عكست التكاتف الإنساني، حيث كان للمؤثر الاجتماعي محمد الضامن موقف مشرّف في مساندة الطفلة عهد معنويًا.
وقام الضامن بتنسيق لقاء خاص معها، أهداها خلاله جهاز ”آيباد“، في لفتة تهدف إلى رسم البسمة على وجهها وتقديم دفعة إيجابية لها في رحلتها العلاجية.
وعلى صعيد متصل، تواصل جمعية الأمل لمكافحة السرطان بالقطيف، التي تأسست قبل أربع سنوات، تقديم خدماتها النوعية والمجانية للمرضى من مقرها بحي المجيدية.
وتشمل هذه الخدمات منظومة دعم نفسي واجتماعي متكاملة يقدمها استشاريون متخصصون للمرضى وعائلاتهم، بهدف تعزيز صمودهم النفسي خلال فترة العلاج الصعبة.
ولتخفيف الأعباء اللوجستية عن كاهل الأسر، توفر الجمعية وسيلة نقل آمنة لإيصال المرضى من منازلهم إلى المستشفيات لتلقي جلسات العلاج وإعادتهم.
وخصصت الجمعية هاتفًا استشاريًا يعمل على مدار الساعة لتقديم الدعم الفوري والإجابة على استفسارات المرضى وذويهم، مما يخلق شبكة أمان وطمأنينة للمستفيدين.
ولا تقتصر جهود الجمعية على الدعم المباشر، بل تمتد لتنظيم ورش عمل وبرامج تثقيفية وترفيهية متنوعة، تهدف إلى رفع مستوى الوعي بالمرض، وتزويد المرضى وأسرهم بآليات التعامل معه، إلى جانب تعزيز الجانب المعنوي للمستفيدين، مع التأكيد على أن كافة هذه الخدمات تُقدم بشكل مجاني تمامًا.














