آخر تحديث: 6 / 12 / 2025م - 1:26 ص

”أجاويد“.. مزارع يحوّل لوز القطيف إلى علامة تجارية وطنية

جهات الإخبارية

نجح المزارع الشاب جواد السلطان في تحويل ”اللوز القطيفي“ من منتج زراعي تقليدي إلى علامة تجارية وطنية بارزة تحمل اسم ”أجاويد“، لتصل بثماره الأصيلة من حقول القطيف إلى مختلف مدن المملكة، وتجذب أنظار المستهلكين من دول الخليج المجاورة.

وبدأت رحلة السلطان مع الزراعة في سن مبكرة، متأثرًا بوالده الذي ورث عنه حب الأرض وشغف العناية بها. هذا الارتباط العميق تحول مع مرور الوقت إلى مشروع متكامل، حيث لم يكتفِ بزراعة اللوز بل وضع رؤية واضحة لتسويقه وتطويره.

وأكد أن نجاحه يكمن في كونه مزارعًا وتاجرًا في آنٍ واحد، مما منحه فهماً شاملاً لمتطلبات السوق واحتياجات المستهلك.

وتحمل العلامة التجارية ”أجاويد“ قصة رمزية خاصة، إذ أوضح السلطان أن هذا الاسم كان اللقب الذي يطلقه عليه والده - رحمه الله - كنوع من التشجيع والرضا عن مساعدته له في المزرعة. وبإطلاقه على علامته التجارية، لم يخلّد السلطان ذكرى والده فحسب، بل ربط منتجه بقيم الجودة والإتقان التي يحملها الاسم.

واليوم، يشرف السلطان على مزرعة تضم أكثر من 1300 شجرة لوز مثمرة، تنتج ما يزيد على طن سنويًا خلال الموسم الممتد من يونيو إلى أواخر أكتوبر.

وساهمت استراتيجيته التسويقية المعتمدة على وسائل التواصل الاجتماعي في بناء جسر من الثقة مع العملاء، حيث يحرص على التوثيق اليومي لعمله وعرض منتجاته بشفافية، مما أدى إلى وصول ”لوز أجاويد“ إلى أسواق رئيسية كجدة والرياض وينبع، فضلاً عن إقبال متزايد من مواطني دول الخليج.

ولم تكن الطريق سهلة، حيث يواجه مزارعو اللوز تحديات عدة أبرزها تقلبات الطقس من رياح ورطوبة عالية تتطلب جهدًا وعناية فائقة.

ويرى السلطان أن ما يميز المزارع في القطيف هو ”النفس الطويل“ وحب المهنة المتوارث، وهو ما يسمح بإنتاج ثمرة فريدة تتميز بلونها الأحمر ورائحتها الفواحة وطعمها الأصيل الذي يعيد للأذهان التراث القديم.

ويتطلع السلطان إلى مستقبل واعد لعلامة ”أجاويد“، حيث يخطط لتوسيع نطاق أعماله عبر إطلاق منتجات تحويلية مبتكرة مثل الآيس كريم والصابون والحلويات والمشروبات القائمة على اللوز.

ويهدف من ذلك إلى تعزيز القيمة المضافة لهذا المنتج الذي لا يعتبره مجرد ثمرة، بل هوية وتراث لمحافظة القطيف بأكملها.

ووجه السلطان رسالة شكر لمجتمعه الذي منحه الثقة والدعم، مؤكدًا أن نجاحه لم يكن ليتحقق لولا هذا الاحتضان.

ودعا الشباب إلى الالتفات للقطاع الزراعي، واصفًا إياه بالعمل الممتع الذي يبعث على الحياة، شريطة أن يكون مدفوعًا بالحب والشغف لضمان الاستمرارية والنجاح.