آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

عمرًا مديدًا لكم مواليد «7/1»

خالص الدعاء من الله أن تحيون مائة سنة أخرى بعد اليوم وأنا معكم يا من ولدتم في اليوم الأول من الشهر السابع من السنة الهجرية «شهر رجب». شهر جميل جدًّا قيّد فيه يوم ميلادكم الذي بعضه كان مجهولًا آنذاك. خير الأمور الوسط واليوم الأول من شهر رجب هو منتصف السنة الهجرية.

لم تحظوا بالترفِ والرفاهيَّة في سنواتِ الطفولة والمراهقة التي حظى بها أبناءُ وبنات هذا الجيل. لا هاتف محمول ذكي في عمر الثامنة، لا سيَّارة حديثة في عمر الثَّامنة عشرة، لا وجبات أكل خارج المنزل، لا حواسيب وأجهزة تواصل، ولا مصروف جيب يوميّ لأغلبكم فكان عليكم العمل في إجازاتِ فصل الصَّيف من أولها وحتى آخرَ يومٍ فيها.

تعلمتم الخطّ والكتابة على السبابير السوداء بالطباشير البيضاء، جلسَتم على أرضِ غرفة الصفّ الدراسي ونالت أيديكم وأرجلكم نصيبًا وافرًا من عصيّ المدرسين والمدراء لأنكم غبتم يومًا أو حصةً واحدةً عن الصفّ المدرسي أو قصرتم في أداءِ الواجب المنزليّ لأن الكهرباءَ انقطعت. نقلتكم أقدامُكم إلى المدارس القريبة، وحافلة ليس فيها تكييف إلى المدارس البعيدة. قطعتم الوقت والمسافات بين المدارس في الضحك والمرح والصَّداقات صيفًا وشتاءً.

حصلتم على أفضلِ التعليم وأفضل الفرص الوظيفيَّة، توفر لكم مختلف التخصصات الهندسيَّة والطبيَّة والتقنيَّة. وإن أرادَ واحدكم الاكتفاء بما هو أقل من الشَّهادة الجامعيَّة والدِّراسات العليا، فإن الوظيفة مضمونة أينَ ومتى شاء.

اختارت لكم أمهاتهم زوجاتكم ولم تطلِّقوا ولم تعلِّقوا. تحاببتم وتواددتم وأنجبتم وعلَّمتم أبناء اليوم، أطبَّاء ومهندسين وتجار وفي كلِّ مهنة. الجار يعرف الجار، والكل ينام وأبواب الدور مفتوحة، الصغير يحترم الكبير والكبير يحنو على الصغير! لم تكونوا جيلًا مثاليًّا لكنكم عملتم بما هو متاح لكم!

تدخلون مرحلةِ الشَّيخوخة - الجسديّة لا الروحيّة - ويأتي من بعدكم جيلٌ أكثر نشاطًا وهمّة يأكل ما زرعتم. هي الحياة، زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون! صفحات عن مآثركم لا توفي حقكم، تستحقون كلَّ التقدير والاحترام. واثقٌ تمامًا أن أبناء وبنات هذا الجيل - أيضًا - سوف يكتبون أجملَ الذِّكريات عن المنجزات التي حصلت على أيديهم.

أعتذر لكم جميعًا لأن خيالي لا يستطيع العودة خمسينَ أو ستينَ سنةً إلى الوراء لكي يصف لكم جمال ذلك الزمان. ومهما يكن جمال ذلك الزمان، لا بد أن نعترف بأنّ هذا الزمان أجمل منه، فكروا وقارنوا بين الزمانين!

كأنه كان أمس ولم تكن عشرات السنين! ما أسرع ما تمر الأيام وتمضي السنوات! كونوا حاضرين في مثل هذا اليوم من السنة القادمة وأعدكم إن كنتُ معكم أذكركم بتلك الأيام الجميلة، أيام الشباب، أيام الذكريات التي لن يسرقها لصّ الزمن ولا الشيخوخة!

مستشار أعلى هندسة بترول