آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 6:17 م

هل نفهم الحب والكراهية؟

كاظم الشبيب

تتعرض مفاهيمنا حول الحب والكراهية للكثير من المتغيرات عبر الزمن، فنظن في كل زمن أن مفهوم الحب، أو مفهوم الكراهية، هو هذا الفهم أو ذاك، ولو طالعنا مدلولات الحب والكراهية عبر الزمن لرأينا كيف تتحول المدلولات وتتبدل عند الناس والمجتمعات.

بل حتى في الزمن الواحد، كعصرنا الحاضر، لو سألنا إنساناً في مكة المكرمة عن مفهومه للحب والكراهية، وآخر في المغرب، وثالث في واشنطن، ورابع في باريس، وخامس في موسكو، وسادس في طوكيو، وسابع في أفغانستان، لوجدنا أنفسنا أما سبعة مفاهيم للحب وسبعة مفاهيم للكراهية.

بينما، في الحب على سبيل المثال، بقيت صورة الحب في جميع الأزمنة هي ذاتها إنما اختلفت عند تحويلها إلى مفهومات للتداول، لكن صورة الحب بقيت خاضعة إلى وهم البشر عنه - ذلك الوهم الذي أوجدته اللغة والتخيلات، فاللغة لها سلطتها والخيال له أثره في ترسيخ صور معينة عن الأنشطة الإنسانية عبر العصور، وتتأطر صورة الحب في كل عصر بحصيلة خبرات الأفراد ونمط الثقافة السائدة التي تفرضها القوى المهيمنة، فيفرز كل نظام سياسي أو اجتماعي ثقافته ليؤثر في الحياة الإنسانية وأنشطتها وأولها الحب.*

وبالتالي يبقى الحب هو الحب، وتبقى الكراهية هي الكراهية، بينما تتغير مدلولاتهما بحسب البيئة التي يتم تداولهما فيها. وفي المقطع المرفق بعض ما يبين حجم التباين في معرفة مفهوم الحب بعنوان مفهوم الحب في الفلسفة:

*عن الحب والموت، باتريك زوسكيند ص 10