آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

الباب والوسيلة السيدة فاطمة المعصومة

نداء الأحمد *

نبارك للنبي الأعظم ﷺ، وآل البيت الطيبين الطاهرين ذكرى ميلاد السيدة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام والتي أحد ألقابها العظيمة كريمة أهل البيت .

الكثير والكثير من الألطاف التي نعيشها ببركات عش قم؛ السيدة فاطمة المعصومة حيث يتجلى للإنسان سر الأنس بالطاعة لله تعالى في جوارها الطاهر.

لا يمكنني أن أصور سعادة العلماء القميين لمجاورتهم المرقد الطاهر، فحياتهم فيها من الأنوار والأسرار التي تهبهم السبق لأعالي الكمالات.

تتجلى العلوم الإلهية في ضيافة السيدة المعصومة ، كما يرى السالك أبعاد روحية حقيقية في عمق وجوده في ظل بركاتها صلوات الله عليها.

تربي كريمة أهل البيت تلامذتها بتربية ملكوتية، فيتخرج التلميذ وهو يتنفس التوحيد الخالص الذي يدعو للخشية من الله تعالى.

نرى العرفاء الرباننين حيث فنوا في جمال محبة الله تعالى، فأصبحوا محبون حقيقيون للشموس الساطعة، والأقمار المنيرة الزاهرة صلوات الله وسلامه عليهم.

يجب على كل موالي الاقتراب من نور هذا الجوهر الخاص سيدة عش آل محمد، فحقيقة قد نال كل من وعى عظمتها أعالي مقام العبودية الخالصة لله تعالى.

في الحرم الملكوتي الطاهر يجتمع المتعلمون لدرك العقائد الحقة والسبق من درة بحر العلوم للعلو في الإيمان.

قال الإمام الرضا :

«من زار المعصومة في قم فله الجنة».

يتمنى بصدق أهل قم قيام القائم حيث الإمامة التكوينية والإمامة الفعلية، والاستعداد الجاد لخدمة المعصوم في محطات حياتهم العمرية.

السيدة المعصومة هاجرت من موطنها ترجو أن تحظى بلقاء الشمس الساطعة أنيس النفوس الإمام الرضا كي تروي ظمأ فؤادها بلقائه وخدمته .

أيتها الفاطمية الكريمة خذيني إلى حيث الطمأنية والتسليم والرضا، وتعهديني بتربيتك التي تحدث تغييرا في باطني وظاهري حتى أكون كما يريد إمام الزمان .

«كلما حسن تسليمك لله حسن انتظارك وكلما حسن انتظارك قرب فرجك، فالذي يمضي على الطريق الخلاص ليس كمن يمشي على طريق الشك والفتنة والنزاع والشرك».

موقع العرفان والانتظار..

لك يا مولاتي أبعث حبي وأنسي واشتياقي وارتياحي لجوار جنتك التي تحوي أسرار الجمال الملكوتي.

في حضرتك وجنتك لطائف يشهدها المقربون والأبرار والأولياء، ينهل من أنوارك صلوات الله عليك علما يعرج بهم إلى مقام ورث الأنبياء.

العلماء ورثة الأنبياء.

الهامات إلهية تحرق حجب الضياء كي تتعلق الأرواح بنور الله تعالى.

«وألحقني بنور عزك الأقدس فأكون لك مطيعا وعما سواك منحرفا».

الشيخ المصباح يروي قصّةً عن الشيخ بهجت «رضوان الله تعالى عليهما» ينقلها أحد خدّام حرم السيّدة المعصومة ، والذي كان يخدم في ”كاشوان“ الحرم وهو المكان الذي توضع فيه أحذية الزائرين قبل دخولهم إلى الحرم الشريف.

فيذكر كيف كان الشيخ بهجت «رض» يمسح وجهه تبرّكاً بتراب أحذية الزائرين!!

ويعتبر الشيخ المصباح «رض» أنّ هذا نتاج معرفته بمقام السيدّة المعصومة ... التي هي بحرٌ متلاطمٌ من الرحمة والنور... ومحبّته العظيمة لها.

”فلو قيلَ أنّ هذا أكثر ثواباً من سنواتٍ من الصلاة والصوم.. فلا تتعجبوا.. لأنّها ليست مقايضة.. لا يُعطي شيئاً مقابل شيء.. إنّه العشق“

وفقنا الله لمعرفتها والتنعم بكرامتها الفاطمية بحقها صلوات الله وسلامه عليها.

والحمد لله رب العالمين.

بكالوريوس علم اجتماع
ماجستير في علوم القرآن الكريم