الأهمية الاقتصادية للذكاء الاصطناعي «3»
أتى اكتتاب“جاهز”ضمن قائمة أكبر اكتتابات الذكاء الاصطناعي للعام 2022 عالمياً، حيث حل ثالثاً بعد شركة صينية لتصنيع الرقائق وشركة صينية أيضاً نشاطها علم البيانات وأمن البيانات السحابية. كما حازت السعودية المركز الثاني عالمياً، بعد الصين بفارق ضئيل، في مسح ميداني أجراه“إبسوس”إجابة على سؤال: هل إيجابيات منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي أكثر من سلبياته؟ فكانت إجابة 76 بالمئة بنعم.
يتضح اهتمام الشركات بالذكاء الاصطناعي - تطويراً وانتاجاً واستخداماً - من تدفق الاستثمارات، التي تجاوزت 91 مليار دولار في العام 2022، وفقاً لمؤشر الذكاء الاصطناعي للعام 2023 الصادر عن جامعة ستانفورد، وعلى الرغم من أن هذا يعد تراجعاً مقارنة بالعام 2021، إلا أن إقبال المستثمرين على الاستحواذ على حصص ملكية خاصة تضاعفت قيمتها 18 مرة منذ العام 2013. وتجدر الإشارة أن من بين دول العالم تدرك معنى إضافة الذكاء الاصطناعي 15,7 تريليون دولار بحلول العام 2030، وفقاً لتقديرات من بيت الخبرة «بي دبليو سي». ولذا، فسباق الذكاء الاصطناعي محتدم ليس فقط بين الدول بل كذلك بين الدوائر البحثية - الأكاديمية وبين الشركات المطورة والمُنتجة، وحتى الآن فالأخيرة متفوقة وتمسك بالزمام، ويسعى القطاع الأكاديمي للحاق.
لكن هناك هوة بين الدول المتقدمة والاقتصادات الناشئة، أو ما يمكن تسميته“طبقية النظم الذكية”؛ إذ يمكن تقسيم العالم فيما يتصل بالذكاء الاصطناعي إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول يُنتج ويُطور نظماً ذكيةً، والقسم الثاني يستخدم ما ينتجه القسم الأول من نظمٍ ذكيةٍ، والقسم الثالث لا ينتج ولا يستخدم نظماً ذكيةً. في حين أن القسم الأول يمكن تقسيمه إلى قسمين كذلك، الأول يضم الولايات المتحدة والصين، ثم البقية. أما بحثياً فالصين متقدمة بفارق كبير على الولايات المتحدة، بما يعني أن سباق تصدر الدول المطورة والمنتجة للنظم الذكية قد يحسم لصالح الصين في سنواتٍ قد لا تتجاوز العام 2030.