آخر تحديث: 3 / 12 / 2024م - 7:35 م

الأهمية الاقتصادية للذكاء الاصطناعي «2»

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الاقتصادية

ليس أمام الاقتصادات خيارات في استخدام النظم الذكية المبنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي من عدمه، فمن المتوقع أن يتعاظم التأثير الاقتصادي لهذه النظم ليصل إلى نحو 15,7 ترليون دولار بحلول العام 2030، وفقاً لتقديرات من بيت الخبرة «بي دبليو سي»، فضلاً عن أن سوق الأنظمة الذكية من المتوقع أن تنمو من أقل من 100 مليار في العام 2021 إلى 1,7 تريليون دولار وفقاً لجراند فيو ريسيرتش. ومن المتوقع أن يكون الاقتصاد الأعلى كسباً من توظيف النظم الذكية هي الصين، 26 بالمائة زيادة في الناتج المحلي الإجمالي.

تأثير النظم الذكية على اقتصادات العالم لن تأتي عن طريق مباشر فقط، بل باعتبار أن استخدام تلك النظم سيغير من أنماط الحياة والعمل، وسيحقق مكاسب كبيرة في تحسين إنتاجية العمالة بما يعادل 55 بالمائة خلال الفترة 2017-2030، لكنها ستحدث تغييرات هيكلية كذلك، لا تقل“زعزعة”عما أحدثه ولوج“الكمبيوتر”ثم الانترنت في مناحي الحياة كافة اقتصادياً واجتماعياً، بما في ذلك في تطوير أنماط الاستهلاك، وبالتالي زيادة الاستهلاك بما يعزز مباشرة نمو الناتج المحلي الإجمالي، وهو أثر اقتصادي قدرته «بي دبليو سي» بنحو 58 بالمائة من إجمالي التأثير الاقتصادي للنظم الذكية في العام 2030.

وأطلقت المملكة استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي في أكتوبر 2020 تزامناً مع انعقاد القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وتشتمل على العديد من المبادرات، وتتطلع أن تصبح المملكة ضمن أعلى 15 دولة في الذكاء الاصطناعي، وبناء مورد بشري قوامه 20 ألف متخصص في الذكاء الاصطناعي، وجذب استثمارات قدرها 75 مليار ريال، وخلق ما لا يقل عن 300 منشأة ناشئة في ذات المجال. واقتصادياً، فتحقيق الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي يعتبر أحد ركائز تحقيق التطلعات الاقتصادية ولاسيما تلك التي تتطلب مكاسباً في الإنتاجية وتحسناً في القدرة التنافسية للشركات السعودية.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى