القضاة الصائمون يصدرون أحكاما مخففة خلال شهر رمضان، بحسب دراسة
13 مارس 2023
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 75 لسنة 2023
Judges fasting for Ramadan are more lenient: study
March 13,2023
القضاة المسلمون الصائمون في شهر رمضان هم أكثر احتمالا لإصدار أحكام مخففة «متساهلة»، بحسب دراسة صدرت في 13 مارس 2023، بعكس ما توصلت له دراسة سابقة حيث أشارت إلى أن القضاة الذين لم يأكلوا «الجوعاء» يصدرون أحكاما أكثر صرامة.
في ما أصطلح عليه ب ”تأثير القاضي الجائع“، وجدت دراسة [1] أجريت عام 2011 أن احتمال رفض القضاة في إسرائيل الإفراج المشروط عن المجرمين قبل تناول الغداء كان أعلى من احتمال رفضهم إياه بعد الغداء.
وقال سلطان محمود من الكلية الاقتصادية الجديدة في روسيا، والمؤلف الرئيس للدراسة الجديدة، لوكالة فرانس برس إنه يشعر بالفضول لمعرفة ما إذا كان نفس التأثير قد يحدث خلال شهر رمضان المبارك، عندما يصوم المسلمون عادة عن الطعام والماء من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
للتأكد من ذلك، قام محمود واثنان من الباحثين الاقتصاديين الآخرين بدراسة كم هائل من البيانات المتعلقة بالأحكام الجنائية، بما فيها نصف مليون قضية وعشرة آلاف قاض، غطت فترة 50 عاما في الهند وباكستان، وهما دولتان تعتبران من أكبر ثلاث دول تعدادا للسكان المسلمين.
قال محمود إنهم ”فوجئوا“ حينما وجدوا عكس ما اصطلح عليه ب ”تأثير القاضي الجائع“.
كانت هناك زيادة ”لافتة وذات دلالة إحصائية“ في أحكام البراءة التي أصدرها القضاة المسلمون خلال شهر رمضان - ولم يجدوا مثل هذه الزيادة في هذا النوع من الأحكام المخففة التي أصدرها قضاة غير مسلمين، وفقا للدراسة التي نشرت في مجلة طبيعة السلوك البشري Nature Human Behavior [2] .
وقال محمود إن القضاة المسلمين في كلا البلدين أصدروا أحكاما بالبراءة تزيد بنسبة 40 بالمئة في المتوسط خلال شهر رمضان مقارنة ببقية شهور السنة. وكلما طالت ساعات صيام القضاة، كلما أصبحوا أكثر تساهلا في إصدارهم للأحكام. وقالت الدراسة إن احتمال إصدارهم أحكام بالبراءة زاد بنسبة 10 في المائة لكل زيادة في ساعات الصيام.
حاول الباحثون أيضا قياس ما إذا كانت القرارات الأكثر تساهلا أفضل أم أسوأ من تلك التي اتخذت خارج شهر رمضان. ووجدوا أنه من غير المرجح أن يرتكب المتهمون، الذين صدرت بحقهم أحكام متساهلة «مخففة»، جريمة أخرى. معدل عودة الذين خففت أحكامهم، بما فيهم المدعى عليهم في جرائم عنفية كالسطو المسلح والقتل، إلى ارتكاب جرائم مرة أخرى كان بشكل عام معدلا بسيطا.
وقالت الدراسة إن احتمال استئناف الأحكام المخففة كانت أدنى. ”احتمال نقض الحكم الأولي كان أيضا أدنى،“ كما قال أنور سرور، المؤلف المشارك في الدراسة وخبير الاقتصاد في جامعة إيكس مرسيليا الفرنسية Aix - Marseille
وقال سرور إن شهر رمضان ”شهر مناسب تماما للقيام بدراسات تحليل إحصائي“ لأنه يوفر العديد من سبل المقارنة، وذلك من حدوثه في تواريخ مختلفة كل عام إلى اختلاف فترة الصيام اليومي بسبب اختلاف وقتي طلوع الفجر وغروب الشمس.
وأفترض محمود أن التغيير في قرار القضاة قد يكون مرتبطا ”بفكرة الرأفة المتأصلة في الشعائر الإسلامية، وهي شبيهة إلى حد ما بفكرة أعياد الميلاد عند المسيحيين“. وأضاف ”لكنه يتجاوز تلك الفكرة لأنه يبدو أنه يساعد القضاة على اتخاذ القرار الصحيح“.
أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الصيام المتقطع [3] يمكن أن يحسن الحالة المزاجية ومعرفة/ إدراك cognition وذاكرة القضاة مما قد يساعدهم على اتخاذ قرارات أفضل، كما تكهن الباحثون. [المترجم: المعرفة cognition هنا تعني عمليات عقلية لاكتساب المعرفة وفهمها عن طريق التفكير والإدراك الحسي].
قال محمود إنه عندما تحدث مع القضاة في باكستان كجانب من جوانب هذه الدراسة، اتفقوا جميعا على أنهم خلال شهر رمضان كانوا ”متساهلين جدا في الأحكام التي أصدروها.“ وأضاف ”لست متأكدا مما إذا كانوا متفقين إذا ما كانت هذه الأحكام المخففة أحكاما جيدة أم ليست كذلك“.