آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

الأخبار المفجعة

المهندس أمير الصالح *

تخيل أول ما تجلس من نومك فجرا لأداء الصلاة أو الصباح الباكر من معظم أيام السنة وأنت متفائل بالخيرات والبركات، يصدمك أحدهم بأخبار الوفيات لأناس ليس ذوو صلة به أو بك أو بأحد أعضاء القروب. تحت حمى السبق الصحفي، يرسل أو يعيد إرسال البعض من أعضاء الديوانيات الافتراضية أخبار الوفيات والحوادث المرورية المفجعة والصور الدامية للضحايا دون أي إدراك من المرسل أو بحسن نية بمدى تفجع بعض المتلقين لتلكم الأنباء غير السارة، لكونها وقعت كالصاعقة على أحباب وأعزاء وأقارب لهم. وهذا الفعل غير الرشيد يلامس مسألة أساسية وهي: كيف ومتى ومن يوكل له مهمة إيصال الأخبار المفجعة لأقارب المفجوعين. لأن في الغالب تقع على مسامع البعض بعض الأخبار المفجعة مثل وقوع الصاعقة، فتكون أصداؤها شبه قاتلة على أنفس البعض أو محبطة.

ردود الفعل لأمور مثل الموت المفاجئ للأقارب والفقدان للأحبة والخسارة المالية الكاملة والتغييب القسري والنفياللاارادي والتهجير القمعي والإجلاء القهري والقحط القاهر والتهديد بالتصفية الجسدية والفصل المهني التعسفي غير معلومة الأبعاد على المدى القصير والبعيد على نفوس البعض من الناس. ومع تصاعد معدل الموت المفاجئ في اواسطمجتمعات كثيرة في الآونة الأخيرة، تنشأ الحاجة لإعداد ورقة عمل لتنظيم وتنسيق ومعالجة حالات الطوارئ داخل كل أسرة، وحمولة، وعشيرة سواء كانوا كل منسوبيها داخل أرض البلاد أو خارجها أو خليط من هذا وذاك لمعالجة الترتيبات وأساليب الإبلاغ واحتواء ردود الأفعال.

نبدأ في أسلوب إيصال النبأ المفجع لأقارب وأصدقاء الميت/ المفقود/ المختطف/ المريض. يوصي الأغلب من العقلاء بأن يتم ترشيح الشخص الأقرب قبولا والأفضل أسلوبا لتبليغ الخبر غير السار كالوفاة للأشخاص الذين يخشى عليهم من آثار الصدمة. ويكون الأسلوب متدرجا فيبدأ بالسلام والمرح ثم سرد حقائق عن طبيعة الحياة ودوراتها مع بني البشر والتعضيد بآيات من القرآن الكريم ثم نقل الخبر المقصود للطرف المقصود وملاحظة ردة الفعل والتعاطف معه واحتضانه. والاستعداد لكل تساؤل وردود أفعال من المستقبل والتعاطف مع أي ردة فعل.

للقروبات الافتراضية لدي اقتراح وهو كالتالي:

نرى ونشاهد وجود مواقع متخصصة في نقل أخبار المآتم والوفيات لأبناء المجتمع والوطن والدول المجاورة. ونعلم أيضا تصاعد موجة الموت المفاجئ حتى وصل الحد الذي تم تعيين لجان للتقصي والمتابعة من قبل الجهات الرسمية المسؤولة في بعض الدول.

واقترح اقتصار إعلان أنباء الوفاة على صلة الرحم من الدرجة الأولى «زوجة - أم - أب - أخ - أخت - أبناء - أحفاد» داخل ذات الديوانية الافتراضية. ويكون وقت الإعلان الساعة 9-10 صباحا عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن كان الأعضاء موزعين جغرافيا في أماكن عدة. والهدف من ذلك الاقتراح هو تجنب انتشار الروح السوداوية وثقافة كره الحياة وترشيد وقت ومتابعة وتفاعل الأعضاء لما هو أجدى في استنطاق خلق محتوى حيوي وسد حاجة ساحة بالمفيد وطرق بناءاخرتهم ودنياهم واستنطاق أسلوب حياة أفضل. ففي التركيز على أخبار الوفيات بشكل فج إعدام لروح التفاؤل وقتل للطموح وفي التركيز على مواد الهياط والمسخرة والتفسخ إعدام لروح تركيز في الخير وقتل لروح المحتوى الهادف ووءد لروح المسؤولية.