آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 2:51 م

مساوئ صديقي سالم

وسيمة عبيدي * صحيفة اليوم

أرعبتني فكرة أن تسيطر الأجهزة الذكية والروبوتات على عالمنا. وربما ما أرعبني أكثر أن أرى تحقق الكثير من الأفلام على أرض الواقع لدرجة أنني أصبحت لا أستبعد لقاء كائنات فضائية قريبا. من الحكمة أن نحاول تخيل ما ستكون عليه الحياة مستقبلا مهما كان صعبا مع الأخذ بالاعتبار أن لا شيء أقوى ولا أوضح من التجربة الفعلية. ماذا سيحدث إذا هيمنت أجهزة الذكاء الاصطناعي والروبوتات على قطاعات الحياة المختلفة وما مساوئ صديقي سالم؟

1. لصناعة آلة يمكنها محاكاة ذكاء البشر، نحتاج للكثير من الموارد والأجهزة الحديثة والوقت، ونحتاج لتحديث تلك الأجهزة بانتظام لتستمر تلك الآلة في العمل، ويعتبر ذلك أمرا صعبا ومكلفا جدا.

2. من أكبر عيوب الذكاء الاصطناعي عدم قدرته على التفكير خارج الصندوق، «أي خارج برمجياته» وافتقاره للحس الإنساني في عمله. يستطيع الذكاء الاصطناعي التعلم بمرور الوقت من خلال البيانات والتجارب السابقة التي غذي بها، ولكنه لا يستطيع الخروج عن سكة الحديد التي رسمت له.

3. من أمثلة الذكاء الاصطناعي الإنسان الآلي «الروبوت» الذي سيحتل مكان البشر في بعض المهن كالمهن الصناعية ووظائف خدمة العملاء وغيرها مما سيزيد نسبة البطالة في تلك المجالات.

4. تعتبر الأخلاق والمبادئ من السمات البشرية المهمة التي يصعب خلقها في الذكاء الاصطناعي. وقد كتبت في مقال سابق بعنوان «أسئلة صعبة!» عن صناعة السيارات ذاتية القيادة التي زودت بكاميرات وأجهزة وتقنيات لاستشعار الحركة من حولها بالإضافة لكمبيوتر يحوي خوارزميات مبرمجة مسبقا لتحليل ما يجري حولها ثم إصدار الأمر للسيارة لتختار الطريق الأمثل والأقل ازدحاما مثلا. وستتحكم في المقود والفرامل وسيكون لديها تقنيات للتنبؤ بالخطر مسبقا واختيار الخيار «الذي يفترض أن يكون الأمثل» في تلك اللحظات الحاسمة. وكتبت عن المعضلة الأخلاقية التي ستواجه مبرمج تلك السيارات لحظة التنبؤ بالخطر. هل سيبرمج السيارة لتختار سلامة راكب السيارة على سلامة من حوله من مشاة وقائدي المركبات الأخرى أم العكس؟ لن يستطيع الذكاء الاصطناعي اتخاذ قرار أخلاقي كهذا بنفسه مهما كان ذكيا.

5. يعتمد عمل الذكاء الاصطناعي على بيانات ومعلومات مسبقة البرمجة والتحميل ويقوم بعمل المهام التي غذي بها سابقا وهو ماهر في تنفيذ المهام الروتينية الواضحة والمتكررة، لكن إذا طلب منه أي مهمة مغايرة لبرمجته فغالبا ما سنحصل على نتيجة سلبية. إذن، سيتوجب علينا إجراء تحسينات يغذى بها بشكل يدوي تقليدي إذا أردنا منه القيام بمهمة جديدة ومختلفة عما يعرفه أصلا.

6. لقد ساد البشر حالة من الكسل العقلي والجسدي بسبب انتشار الأجهزة والآلات. أصبحنا نعتمد على الأجهزة للقيام بالأعمال التي كنا نقوم بها سابقا كالزراعة والحصاد وغيره، حتى إننا لم نعد نحاول حفظ أرقام الهاتف أو جدول الضرب، وكل ما نفعله هو الضغط على أزرار الآلة الحاسبة للحصول على النتيجة. ثم تطور الموضوع لإصدار الأمر صوتيا لهواتفنا النقالة للاتصال بشخص، البحث عن معلومة أو القيام بالعمليات الحسابية، لذا من الطبيعي أن تزداد حالة الكسل مع ازدياد وجود الأجهزة التي ستسهل الحياة على البشر ومن ثم ازدياد الأمراض أيضا.