آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

لست مُكلف

المهندس أمير الصالح *

أدمن أحد الزملاء استهلاك مواقع السوشيال ميديا حد إرسال ما يقارب خمسين مقطع فيديو متنوع باليوم الواحد في القروب. ولا نعلم إن كان يرسل ذات المقاطع لمجاميع أخرى. وبعد طولة بال ونفاذ صبر ومجاملات عدة قال له أحد الزملاء لطفا خفف من ترادف الإرسال في كل الاتجاهات. فرد ضاحكًا أصلا أنا ما أرسل كل شيء، وأنتم الأقل نصيبًا مما أرسل لأن ”قروبكم“ أصنفه أنه ”محافظ“.

تم طرح موضوع ترشيد إرسال المشاركات عدة مرات في القروب ولكن صديقنا ”يتصامخ“ - يعمل نفسه أنه لا يسمع أو يتجاهل المحادثات -. انسحب عدة أشخاص من الديوانية الافتراضية للتعبير عن الاحتجاج وتسجيل موقف استنكار ضد ذلك الزميل إلا أنه ما زال ذات المدمن يواصل هوايته بإرسال الرسائل الإلكترونية على شكل زخات مطر. هنا أدركنا جميعًا بأن ذلك المدمن أصيب بجنون السوشيال ميديا.

قابلت ذات الشخص في أحد دور العبادة وبعد المصافحة والسلام، أخذ يعتب علي لقلة تفاعلي مع ما يرسله هو. فقلت له: رسائلك عديدة وتحتاج لتفرغ تام وشخصيا لا أتابع الواتس بكل تفاصيله لأنه يجهد العين ويأكل الوقت ويؤخرني عن أداء المهمات الرئيسية والواجبات العائلية والعبادية. ثم أردفت له القول «أنا لست مكلف بأن أتفاعل مع كل رسائلك أو بعضها. فتكاثر الرسائل حتى مع وجود محتوى هادف يقتل المعان فما بالك إن كانت مقاطع لا تحتوي على أي محتوى هادف. ثم استرسلت بالقول: من كثرت هذرته قلت هيبته. فأنصحك بالترشيد حتى في إعطاء النصيحة. فخير الكلام ما قل ودل. وأحسن انتقاء ما تشارك به محيطك. واهتماماتك تُعرف بمحتوى مشاركاتك وكما قيل قديمًا ”الاثر يدل على المسير“.