مؤشرات الأداء القيادية والنهائية
”أمارس الرياضة خمس مرات في الأسبوع ولا زال وزني على ما هو عليه!“، هكذا عبّر أحدهم عن إحباطه بنتائج تمارينه الرياضية المستمرة والتي بدأها بهدف إنقاص وزنه، وفي حقيقة الأمر، فقد أجحف هذا الشخص مجهوده وأداءه الرياضي الجيد، وذلك لأنه نظر لـ «المؤشر النهائي»، وهو في حالته يمثل وزنه، هذا المؤشر فعلا مقياس دقيق للغاية النهائية بتحقيق الرشاقة البدنية، غير أن قياسه يتطلب فترة زمنية أطول، فمن الأولى ومن باب الإنصاف لنفسه، أن ينظر لـ «المؤشر القيادي» وهو في حالته يمثل بشكل أساسي عدد حصصه التدريبية في الأسبوع، بالإضافة لمؤشرات أخرى كمدة الحصة التدريبية، ونوعية التمارين الرياضية، وإن كانت هذه المؤشرات لن تقيس بشكل مباشر وزنه، إلا أنها مؤشرات أساسية لمتابعة السعي نحو غايته الختامية.
علي المدى القصير، تتبُّع أداء هذا الشخص عبر المؤشرات القيادية هو الأمثل، حيث أنها مؤشرات سريعة القياس وسهلة المتابعة بشكل يومي، أما على المدى البعيد، فيلزم النظر للمؤشرات النهائية والتي تمثل المعيار الحقيقي للنجاح وتحقيق الأهداف.
الخلط ما بين هذين المؤشرين هو ما وضع صديقنا المذكور في حالة من الإحباط، حيث نظر للغاية النهائية واستعجل الحصاد الذي لم يحن وقته بعد، في الوقت الذي كان يجب أن يكون سعيدا بالتزامه بخمسِ حصص رياضية في الأسبوع، وهو ما قد يقوده لتحقيق غايته مستقبلا.
ولنا أن نُسقط ذلك على كثير من الأمثلة الفردية والمؤسساتية، فأحدهم يقرأ الكتب ساعة يوميا لغرض رفع مستوى ثقافته، وآخر موظف مبيعات يتواصل مع العديد من العملاء يوميا لغرض الوصول لمستهدفه السنوي، وفريق عمل حكومي يعمل على تعزيز الهوية الوطنية، متابعة أداء هذا الفريق تتم عبر متابعة عمله اليومي أو الأسبوعي المستمر، وقد تتضمن المؤشرات القيادية هنا عددا من المواد الإعلانية التي تم نشرها، وجودة المبادرات والبرامج التي تم تنفيذها، وهنا يسهل إعطاء الملاحظات وتتبع العمل، وذلك لحين الوصول لنهاية فترة عمل الفريق، أو تجاوز فترة زمنية كافية لتقييم المخرجات النهائية المرتبطة بتعزيز الهوية، وهنا يأتي دور المؤشرات النهائية.
الأفعال التي نقوم بها بشكل دوري مستمر تُقاس عبر المؤشرات القيادية، وما نهدف لتحقيقه من هذه الأفعال يُقاس بالمؤشرات النهائية، التمييز ما بين الاثنين ضروري لتجنب الخيبات وإنصاف الفرد لنفسه أو المدير والقائد لفريقه الذي يعمل نحو مستهدف معين بعيد المدى.
ختاما ألخِّص المؤشرين كالتالي:
المؤشر القيادي: معيار يُستخدم لقياس أداء وغاية مستقبلية وهو مؤشر يمكننا من التنبؤ بالمخرجات النهائية.
- سريع القياس ويُمكِّن من إعطاء ملاحظات فورية.
- يسهل ربطه ومتابعته مع فريق العمل.
- لا يمكن الاعتماد عليه لقياس المخرجات النهائية، فهو مجرد مؤشر لمتابعة العمل نحو الغاية الختامية ويلزم أيضا قياس المؤشر النهائي الحقيقي.
المؤشر النهائي: معيار يُستخدم لقياس الغاية النهائية بناء على ما سبقه من أفعال.
- معيار حقيقي للنجاح وتحقيق الهدف.
- يستغرق قياسه فترة طويلة.
الاعتماد على تقييم المؤشرات النهائية «كالوزن» في الوقت الذي يتطلب النظر للمؤشرات القيادية «كمقدار ممارسة الرياضة» سيقود للشعور بالفشل والإحباط، أما الاعتماد على تقييم المؤشرات القيادية مع إهمال المؤشرات النهائية، قد يكون محفزاً موحياً بالإنجاز، ولكنه يقود لنتيجة مضللة غير دقيقة، لذلك، من الضروري التمييز بين الاثنين، واستخدام كلاهما في وقته لنتائج أكثر شمولية.