Dangers of dumping raw sewage into the sea
مخاطر إلقاء مياه الصرف الصحي الخام في البحر
مصدر الصورة: https://www.coraldigest.org
ربما لاحظ الكثير من قراء مقالاتي في الآونة الأخيرة تركيزي على مقالات تهتم بالبيئة في اشكالها والتركيز على الممارسات الخاطئة من قبل بعض الهيئات الرسمية أو العامة على حد سواء وكان تركيزي على ابراز خطر هذه الممارسات أما على الصحة العامة أو على الاقتصاد العام للبلد أو هدر المال على مشاريع تهدد البيئة وتدمرها وقتل الحياة الفطرية السائدة وما يترتب عليها من انقراض فصائل من الطيور والاسماك والقواقع والنباتات والرخويات والكثير من الاحياء البحرية التي لم نعد نراها وكذلك هجرة الطيور إلى أماكن اكثر امانا وتستقر فيها وربما ادا استمر الحال على ما هو علية ربما لا نجد هذه الطيور تحلق في سمائنا.
هدفي الأسمى هو قرع أجراس الخطر وإعادة بناء السياسات البيئية واتخاد الإجراءات الصارمة إلى كل من يتسبب في تدمير البيئة ومعاقبته باشد احكام العقاب، كذلك سن سياسات جادة وعقوبات واضحة وتطبيقها ولا تكون فقط صورا وحبرا على ورق وكذلك إيجاد الحلول العملية والعلمية لحل الكثير من هذه المشاكل البيئية.
كذلك العمل الجاد إلى إعادة تأهيل كل ما دمر سوآءا من بيئة بحرية أو فطرية أو زراعية أو سمكية أو حيوانية والتقليل من التأثيرات السلبية وتجنب الآثار البيئية الضارة وتقليلها في كل مرحلة من مراحل دورة الحياة وضع الأساس لكيفية إدارة تلك المخاطر وتحقيق الأهداف البيئية من العناية والمحافظة عليها وبهذا نكون ارتقينا إلى مصاف الدول المتقدمة في هدا المجال.
وعندما نتكلم عن البيئة في مفهومها الشامل فأننا نتكلم على ”مجموع جميع العناصر الحية وغير الحية وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على حياة الإنسان“ في حين أن جميع العناصر الحية أو الحيوية هي الحيوانات والنباتات والغابات ومصايد الأسماك والطيور كذلك تشمل العناصر غير الحية وهي الماء والأرض وضوء الشمس والصخور والهواء.
وهناك وظائف إلى كثيرة للبيئة منها:
· توفير الموارد والامدادات وتشمل الموارد المتجددة وغير المتجددة مثل خشب الأثاث، التربة، الأرض، إلخ.
· المحافظة على الحياة وتشمل الشمس والتربة والماء والهواء، وهي ضرورية لحياة الإنسان من خلال توفير التنوع الجيني والتنوع البيولوجي.
· استيعاب النفايات حيث تولد أنشطة الإنتاج والاستهلاك نفايات ويحدث هذا في الغالب في شكل قمامة.
· تنوع الحياة حيث يتمتع البشر بجمال الطبيعة التي تشمل الأنهار والجبال والصحاري وما إلى ذلك وهذه تضيف إلى نوعية الحياة.
ومحور مقالي هذا سيركز على جانب من جوانب البيئة الا وهو مخاطر إلقاء مياه الصرف الصحي الخام في البحر وأتمنى التوفيق في طرحه والذي دعاني لطرح هذا الموضوع هو وجود الكثير من انابيب الصرف الصحي على مد مساحة سواحلنا والتي تلقي يوميا الكثير من أطنان المخلفات الأدمية ولسنوات طويلة وبدون معالجة وعدم اتخاد ما يمكن اتخاده لحل هذه المشكلة مما تترك أكبر المخاطر الصحية على بيئتا والثروة السمكية وعلى الانسان حيث انه من الملاحظ وجود بقع تلوث كبيرة حول أماكن القاء هذه المياه الملوثة وروائح تعكر صفو من يجلس بجانب هذه السواحل وبالقرب من هذه الانابيب.
أنبوب مجاري يلقي المخلفات الادمية في البحر ويبن مدى الثلوث الدي يخلفه
والمقصود بمياه الصرف الصحي الخام هي مياه الصرف الصحي الخام، أو حمأة المجاري، أو نفايات خزانات الصرف الصحي. وبشكل رئيسي هي المياه التي تحتوي على فضلات، وانبعاثات صناعية، ومخلفات مثل المناشف الصحية، والبلاستيك والمواد الكيميائية مثل سوائل المنظفات وغيره. والفضلات هي المصدر الرئيسي للكائنات الحية الدقيقة الضارة، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والطفيليات حيث تعمل معالجة مياه الصرف الصحي على تقليل محتوى الماء وإزالة الحطام، ولكنها لا تقتل أو تزيل كل الكائنات الدقيقة. فما بالك بالمياه الملقاة في البحر بدون معالجة...!
وتحتوي مياه الصرف الصحي الخام على مجموعة متنوعة من الشوائب المذابة والمعلقة فالمواد العضوية هي نفايات الطعام والخضروات. فعندما تصطدم هذه النفايات بالماء، تبدأ الكائنات الحية الدقيقة في تحلل المواد. حيث يستهلك هذا بعضًا من الأكسجين المذاب في الماء الذي تستخدمه تلك الكائنات الدقيقة في عملية التمثيل الغذائي.
والكائنات الحية الدقيقة تتغذى على مياه الصرف الصحي، مما يخلق المزيد من المشاكل والمشكلة الأكبر هي أن مياه الصرف الصحي الخام تسبب التخثر، وهو زيادة في تركيز العناصر الكيميائية اللازمة للحياة.
فعندما تفكر في الأنظمة الطبيعية على المنشطات فأنها تعمل النترات والفوسفات والمواد العضوية الأخرى الموجودة في الفضلات البشرية كغذاء للطحالب والبكتيريا. حيث تتحول الطحالب والبكتيريا إلى سرعة مضاعفة، وتنمو إلى النقطة التي يتم فيها استهلاك معظم الأكسجين المذاب الموجود بشكل طبيعي في الماء. هذا يجعل من الصعب على الكائنات الحية الأخرى في النظام البيئي المائي أن تعيش لأنها تتعرض للخنق بشكل أساسي.
إن قتل الأسماك وتكاثر الطحالب كلها جزء من هذه المشكلة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلوث مسببات الأمراض في مياه الصرف الصحي الخام النظم البيئية، كما يمكن أن تصيب البشر والحيوانات.
مصدر الصورة: https://nbcmontana.com والصورة تبين حجم الدمار للبيئة البحرية والفطرية
وتحتوي مياه الصرف الصحي الخام عادةً على فيروسات وبكتيريا بالإضافة إلى كائنات دقيقة ضارة بالصحة. بالإضافة إلى وجود مواد كيميائية أخرى في مياه الصرف الصحي الخام والتي هي ببساطة سامة للأسماك والمحار والحيوانات والمخلوقات الأخرى في البيئة المائية.
ويتسبب تلوث مياه الصرف الصحي التي تتدفق إلى جسم مائي في حدوث تفاعل متسلسل ضار فيبدأ كجرعة زائدة من العناصر الكيميائية، يمكن أن يدمر النظام البيئي في نهاية المطاف ويضر بالبيئة.
وتؤثر مياه الصرف الصحي على صحة الانسان عند التعرض اليها مباشر مثلا عند السباحة في البحر وبالقرب من أحد هذه الانابيب التي تلقي هذه الملوثات الضارة أو اكل الأسماك المتغذية على هذه المواد الملوثة الملقاة في البحر حيث تحتوي مياه الصرف الصحي على البكتيريا والفطريات والطفيليات والفيروسات التي يمكن أن تسبب امراض الأمعاء، وامراض الرئة والتهابات أخرى. وقد تسبب البكتيريا إسهالاً وحمى وتشنجات وأحياناً قيء وكذلك الصداع أو الضعف أو فقدان الشهية، وبعض الامراض البكتيرية.
والأمراض التي تنقلها مياه الصرف الصحي وهي الإشريكية القولونية، وداء الشغلات، وحمى التيفوئيد، والسالمونيلا، والكوليرا. وغالبًا ما تنمو الفطريات مثل الرشاشيات والفطريات الأخرى في السماد حيث يمكن أن تؤدي إلى الحساسية ويمكن أن تؤدي الأعراض في بعض الأحيان إلى عدوى الرئة أو تفاقم الربو. وإذا كانت لدينا مشاكل صحية أخرى فقد نكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض من التعرض لـ Aspergillus. فقد تسبب الطفيليات بما في ذلك الكريبتوسبوريديوم والجيارديا اللمبلية الإسهال وتقلصات المعدة وحتى الغثيان أو الحمى الخفيفة. فمعظم الناس لا تظهر عليهم أعراض الدودة المستديرة «داء الصفر».
مدى الدمار البيئي الدي تركته مياه المجاري والنفايات على الحياة الفطرية والبحرية
كذلك تسبب الديدان الأسطوانية السعال وصعوبة التنفس أو ألمًا في بطنك وانسداد الأمعاء. وتسبب الفيروسات مثل التهاب الكبد الوبائي أو مرض الكبد إلى أعراض التهاب الكبد الوبائي وهي الشعور بالتعب وألم في بطنك، أو الشعور بالغثيان، أو الإصابة باليرقان «الجلد الأصفر»، أو الإسهال، أو عدم الشعور بذلك. وعمال الصرف الصحي كذلك ليسوا أكثر حظا فهم أكثر من غيرهم عرضة للإصابة بعدوى التهاب الكبد الوبائي.
وبعد تعداد كل هذه المخاطر الا يجدر بالمسؤولين الصحيين ومسؤولي الصحة العامة والهيئات البيئية ان يتأملوا حجم هذه المخاطر على الصحة العامة الا يجدر بهم ان يوجدوا الحلول وليس سن القوانين فقط الا يجدر بهم ان يتحركوا سريعا لمنع هده الكوارث المدمرة واسالهم بالله عن الأمانة التي وضعت في اعناقهم لحماية الناس والبيئة بدلا من تعريض حياة الناس والثروة البحرية إلى كل هذه المخاطر...! واختتم مقالي بهذه الحكمة ”من ضيع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة“ وسلامتكم.