آخر تحديث: 12 / 12 / 2024م - 4:00 م

رجل من كوكب لم يولد

عبد الله أمان

رجل إِمام أَلمعي قائد رائد مجاهد، ولد ونشأَ، في كنف النبوة، وترعرع وتربى في حضن الإِمامة، ثم رحل مثابرًا مستشهدًا محتسبًا راضيًا - بحكم القضاء والقدر - إِلى جوار ربه وخالقه… وقد حاصرته أَسواط المنون؛ ولاحقته سيوف المنايا؛ وطاردته رماح الفتك؛ وعصفت في وجه ”سيرته ومسيرتة“ الجهادية المشرِّفة رياح السموم؛ واحتوشته آلة الغدر المدمرة الضروس؛ وأَحاط به سلاح الإِبادة الحاد الصقيل، من كل حدب وصوب؛ وسحقته، في نهاية المطاف، سنابك حوافر ”الخيول الأَعوجية“ بمعية الثلة المناضلة، القليلة العَدد والعُدَّة من بقية أَهله الأَبرار، وخاصته المميزة، وأَصحابه الأَخيار، عقب أَبشع قتلة، وأَشد قسوة، وأَذل دناءة. وأَعتى تنكيل..

حيث بعد القتل والسلب والنهب، تم احتزاز تلك الرؤوس الطاهرة المطهرة؛ وفصلها عن أَجسادها، بوحشية ماكرة، وحماقة غادرة، لا تعرف الشفقة؛ ولاتمتلك الرحمة؛ وتم حملها بهمجية جائرة على أسنة الرماح الطويلة؛ للتشهير الظاهر، والتشنيع الفاجر، والتطواف السافر بها أمام أعين الملأ، ومختلف بيوتات العشائر، تتقدمهم هالة هيبة الرأس الشريف لإمامهم المعصوم، وسيدهم الحصور، وقائدهم، المنصور، بإِذن ربه، الإِمام أبي الأحرار، أبي عبد الله الحسين، عليه، وعلى الثلة المجاهدة المستشهدة بين يديه، أَفضل السلام، وأَدوم التسليم..

الوجيه المبجل عند ربه وخالقه؛ والمدلل الموقر عند مقام جده النبي الأمجد الأَكرم، والصادق الأَمين، سيد الخلق، وخاتم الأَنبياء والمرسلين... في سبيل حَفنة زهيدة من عقود طائشة مِن ملك زائل في مهب الريح، وزهو مائل عن جادة الحق، في مغبة انزلاق سحيق، وانعطاف مريب عن مسار المسلك الإِنساني القويم السليم..

رجل من جوهر متن كوكب آخر، لم يولد بعد، ولم تعرفه وتأْلفه أَجزاء منظومة الكواكب، ولم تدركه أَصناف المجرات والأَجرام الكونية، من حولها… فصلوات الله وسلامه علية أَنَّى ولد، ومتى جاهد وناضل، وحين استشهد، وفاز بإباء ونَعماء دُنياه؛ ونال فلاح وسعادة أُخراه، عند ضيافة ووفادة مليك مقتدر!

دمتم بأَلف خير وبركة!