آخر تحديث: 9 / 11 / 2024م - 7:55 م

عَبقُ مِن الماضي الأصيل...

جمال حسن المطوع

كُل حَاضرٍ له ماضٍ لأنه مَصنع الأحداث والتي مِنها ينطَلِقُ الحاضِر مُحلِقاً على صفحات التاريخ لِتَبقَى عَبقاً مِن الماضي وخاصةً في شخصيات تركت أثراً وإرثاً شَكلت نمودجاً فرض نفسه على الواقع في ذلك الزمان ليكون مُنطلقاً في تكوين شخصية خَلاقَة تُمَثل ما نَحنُ بِصَدَدِه وشَخصِه وهو سماحة الشيخ عبدالكريم الحمود رحمة الله عليه لِنقول أن هذا الرَجل ترك بَصماتٍ نَيره مِن التُراث المُتنوِع أدبياً وفِكرياً وخِطابةً حيث كان إبداعه على شتى الصُعد.

كان رحمه الله من الشخصيات الدينية والوطنية والاجتماعية الفعالة ذات الدور الريادي البارز على المُستوى الشعبي.

كَان خطيباً مُفَوهاً للمِنبر الحُسيني ولَه مَعهُ صَولاتُ وجَولات في ذِكر مآثر ومكَارِم آهل البيت ، غارساً قُوةُ العقيدة وحُسن الخُلق لِمُسْتَمعيك ومُتابِعِيه، هذا من جانب، ومن جانبٍ آخر كانَ بابَ بيتِه مفتوحاً للقاصي والداني يُشَارك الناس هُمومهم ويتحسس مشاكِلهم لعلَل يُوفَق في إصلاح ما يُمكن حله وإصلاحه ما أستطَاعَ إلى ذلك سبيلا.

بِرَحِيلِه تَركَ فراغاً كبيراً لا يُعَوض، فَرِضْوان الله عليكَ يا أبا مُحمد وعَطرَ الله تُربتك وأنارَ قَبركَ وشَمَلكَ بِعفوه ومغفرته وحَشرك مع النَبِيُ مُحمدٍ وعِترته صلوات الله عليهم أجمعين.

سَتَظِلُ ذِكراك باقيةُ وتارِيخُك الناصِع محفورُ في قلوب مُحبيك يَخلُق الأمل ويُنعِش النفوس جِهاداً وعملاً، لم لا وكُنتَ عِمَادُ ثابت في نِصْرَة الحَق والدِفاع عن البَيتَ الشيعي، فقد نافَحتَ وكافَحت َحتى في أحلَك الظُروف وأشدها وطأةً ولكِنك وقفتَ موقِف الرِجال الذين أجادوا ودافعوا عن أبناءِ جِلدتهم صَغيرهِم وكبيرهم قاصداً بذلك وجه الله ورِضا أهل البيت النبوي من غير تَكلُف ولا تَزَلُف، فجزاك الله خير الجزاء وأثابك مِن جِنَانِها أوسعها مَنزِلا وأعظمها غُرفاً وسَكناً، فنم قرير العين آمنا مُطمئنا لاخَوفَ ولا وجَلَ عليك فرحمة اللهِ وسعت كُل شيء.