آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

رسالة لمن لا يجرؤ علي مغادرة منطقة الراحة

عدنان أحمد الحاجي *

جيت سينغ لي، أستاذ مساعد في الكيمياء بجامعة كيوتو في اليابان.

19 أكتوبر 2018

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 34 لسنة 2021

Leaving my comfort zone

Jet-Sing M. Lee is an assistant professor of chemistry at Kyoto University in Japan.

19 Oct 2018


 

لم افكر قط في أن أغامر بعيدًا عن مسقط رأسي. لقد كنت طالب ثانوية عادي من طبقة الأسر العاملة، ولم أكن أعتقد أن السفر حول العالم كان من ضمن الأشياء المحتملة على جدول أعمالي. بالنسبة للحصول على شهادة جامعية، قدمت فقط على الجامعات التي على مسافة ساعة من مسقط رأسي في المملكة المتحدة. وعندما قررت الحصول على الدكتوراه، بقيت في نفس الجامعة. ما زلت غير مقتنع بأنني كنت طالبًا عظيمًا «على الرغم من أنني كنت بالقرب من مستوى القمة بالنسبة للطلاب في صفي»، وبدا أن البقاء في نفس الجامعة هو الخيار الآمن. حيث سمح لي عذا الخيار بالبقاء قريبًا من أصدقائي، وكان القسم الذي أدرس فيه مألوفًا بالنسبة لي، مما جعلني في وضع جيد لاختيار المشرف الخاص بي بحكمة. بعد بضع سنوات، كنت أفكر في مواصلة الدراسة والدخول في مرحلة ما بعد الدكتوراه، شعرت بالإغراء للبقاء مرة أخرى بالقرب من مسقط رأسي، وأنا استمتع براحة بال في المختبر الذي كنت أجري فيه تجاربي للحصول على درجة الدكتوراه. كانت تجربتي هناك إيجابية للغاية، وما دام طلاب الدكتوراه السابقون مستمرين في دراساتهم هناك، فلماذا لا أستمر أنا؟ كان من شأنه أن يكون الأمر سهلًا جدًا بالنسبة لي. لكني آمل أن أدير مختبري الخاص بي يومًا ما، وعرفت أن اعتبار مقاربة مختلفة من مقاربات العلم التجريبي سيكون ذا قيمة،

سمعت عن برنامج زمالة في اليابان، وبدا هذا البرنامج ملائمًا جيدًا بالنسبة لي. لطالما كنت مهتمًا باليابان، وقد ساغت لي مرونة البرنامج. حيث يمكنني اختيار المؤسسة الاكاديمية التي سأعمل فيها، والبحث الذي سأقوم به، والمدة التي سأكون هناك - ابتداءً من أقل من شهر إلى عام.

قررت أنه إذا تم قبولي، فسأبقى لمدة 3 أشهر هناك - لفترة كافية حتى أجرب مكانًا جديدًا وأتعلم وأقوم بإجراء بعض الأبحاث هناك، ولكن فترة قصيرة بما يكفي لجعل المستقبل أقل إخافةً. اعتبرت ذلك بمثابة عطلة تقريبًا، شيء يشبه الذهاب إلى مؤتمر علمي في مكان نائي ومثير للاهتمام.

ولكن عندما تم قبولي، أراد مني رئيس المجموعة التي كنت سألتحق بها أن أبقى مدة سنة كاملة. ترددت. كنت متحمسًا للبحث وفرصة التعلم وتجربة بيئة جديدة. لكن التفكير في البقاء بعيدًا عن الوطن لفترة طويلة جعلني أشعر بالقلق. لا أتكلم اليابانية. ولا أعرف أحدا. هل سأكون في حالة يرثى لها؟

بعد الكثير من المداولات، استجمعت شجاعتي ووافقت على أن أبقى سنة كاملة - مع علمي أنه إذا سارت الأمور بشكل سيء، فسيمكنني العودة إلى الوطن في وقت أبكر.

كان كل شيء تقريبًا مختلفًا عما اعتدت عليه. حتى الانتقال إلى المختبر والتسوق والشراء من البقالة كان غير مألوف لدرجة أنني وجدت نفسي أخرج هاتفي نن جيبي باستمرار لالتقاط صور، كسائح. في المختبر أيضًا، كانت الممارسات والثقافة جديدة بالنسبة لي. كانت ساعات العمل المتوقعة مختلفة. فنيو المختبر يقومون بأكثر العمل الذي اعتدت أن أقوم به بنفسي قبل ذلك في بلدي. أثناء اجتماعات المجموعة البحثية، الأسئلة كانت مقصورة فقط على نهاية الاجتماع، بعكس التنظيم الأكثر انفتاحًا لمختبري القديم. لم تكن الانجليزية هي لغة الأم للعديد من زملائي الجدد، ويأتون لي أحيانًا لمساعدتهم في الجانب اللغوي، وكانت هذه تجربة جديدة بالنسبة لي.

لكن التعود على هذه الاختلافات كان أسهل مما كنت أتوقع. كان الخروج لتناول الغداء مع زملائي في المختبر من بين روتيناتي الجديدة المفضلة. بالعودة إلى المملكة المتحدة، كان الخروج للغداء مكلفًا للغاية، لذلك كنت عادةً أخذ غدائي معي من البيت وأكله في مكتبي. من ناحية أخرى، في اليابان، يعد تناول الغداء في الخارج أمرًا شائعًا ويوفر فرصة رائعة للتواصل.

زملائي الجدد جاءوا من جميع أنحاء العالم، وخاصة من آسيا. كان زملاء مختبري السابق في المملكة المتحدة من جميع الدول أيضًا، لكن معظم زملائي كانوا من أوروبا والصين. التحدث مع زملائي الجدد عن تجاربهم ساعدني في إجراء البحث وتحصيل التمويل وساعدتني الثقافات العلمية الأخرى في فتح عيني على أساليب عمل أشياء جديدة.

بعد انهاء فترة زمالتي، ظننت أنني سأغادر اليابان لأقوم بدراسة ما بعد الدكتوراة في مكان آخر. لكن عندما عرض عليّ مرشد الزمالة منصبًا طويل الأمد في مختبره، لم أستطع أن أقول له لا. لكن هذه المرة، لم يكن ذلك بسبب خوفي من الذهاب إلى مكان جديد. بل كان ذلك لأنني أردت الاستفادة من فرصة مثيرة. بعد القفزة التي قمت بها بشأن الزمالة، أشعر الآن أنه يمكنني فعل أي شيء.