اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD يعزز مهارات ريادة الأعمال
الاستفادة من ال ADHD لنجاح الأعمال التجارية
9 مارس 2017
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 29 لسنة 2021
Attention deficit hyperactivity disorder «ADHD» promotes entrepreneurial skills
9 March 2017
ضعف التركيز وفرط النشاط والافتقار إلى التنظيم الذاتي «1,2» - للوهلة الأولى، يبدو أن أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يؤدي إلى انخفاض في الأداء. من ناحية أخرى، كثيرًا ما يُقال إن رواد الأعمال الناجحين لديهم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. يقول البروفسور هولغر باتزلت Holger Patzelt من معهد أبحاث ريادة الأعمال في جامعة ميونيخ التقنية «TUM»: ”لقد لاحظنا في وقت ما أن بعض أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة تشبه السلوكيات المرتبطة عمومًا بريادة الأعمال - بمعنى من المعاني الإيجابية“.
بالتعاون مع يوهان ويكلوند Johan Wiklund، البرفسور في جامعة سيراكيوز Syracause، وديمو ديموف Dimo Dimov، البرفسور في جامعة باث Bath، سأل باتزلت 14 شخصًا يعملون لحسابهم الخاص ويعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة عن تشخيصهم ووظائفهم وخلفياتهم الشخصية. تظهر الدراسة «3» أن الأعراض المهمة لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة كان لها تأثير حاسم على قرار الأشخاص بالدخول في أعمال تجارية، وكان لها تأثير على مقارباتهم في ريادة الأعمال:
الاندفاعية «4»:
الذين يعانون اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة سريعون في فقد صبرهم. ذكر العديد من المشاركين في الدراسة أن الملل في وظائفهم السابقة كان سببًا لتأسيسهم شركاتهم الخاصة، حيث يمكنهم متابعة أفكارهم وقتما يريدون. أفادت سيدة أنها طرحت 250 منتجًا جديدًا في السوق في غضون بضع سنوات فقط. في حالات قد تكون مرهقة للغاية للآخرين، كالاجتماعات الصعبة المرهقة مع عملاء مهمين، إلاّ أن العديد ممن شملهم الاستطلاع شعروا بالارتياح والنشاط. ”اندفاعيتهم، الناجمة من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، تمنحهم ميزة القدرة على التصرف في ظل ظروف غير متوقعة دون الوقوع في قلق وشلل،“ كما يقول باتزيلت.
معظم الذين شملهم الاستطلاع يتصرفون بدون تفكير، حتى عندما يتخذون قرارات لها آثار كبيرة على المدى البعيد. وصف أحد رواد الأعمال شراء شركة صديق له على وجبة غداء. وأنه علم فقط بخطة تقاعد صديقه أثناء هذه الوجبة. أفاد مشاركون آخرون أنهم يقومون باستثمارات بدون استراتيجية وأنهم يلزمون أنفسهم بمبالغ كبيرة من المال لمشاريع مخرجاتها غير مؤكدة. يعتقد بعض رواد الأعمال أن هذا النوع من اتخاذ القرار السريع هو الطريقة الوحيدة التي يكون بها الشخص منتجًا، ويكون على استعداد للتعايش مع الانتكاسات نتيجة لذلك. يواجه بعض هؤلاء الذين يعانون من هذا الاضطراب صعوبة في التعامل مع الأنشطة المنظمة.
”الرغبة الملحوظة في تجربة أشياء جديدة والمجازفة هي سمة مهمة من سمات ريادة الأعمال“ كما يقول باتزيلت. ومع ذلك، فإن تصرفات الاندفاعية للمستجيبين [المشاركين في هذه الدراسة] أدت إلى النجاح فقط عندما ركزوا على الأنشطة اللازمة لتطوير أعمالهم التجاربة. ذكر المشاركون في الدراسة أن أحد عيوب اندفاعيتهم كانت أنهم يواجهون مشاكل في قيامهم بالمهام الروتينية مثل مسك الدفاتر [وهي التسجيل اليومي التفصيلي لكل المعاملات المالية].
التركيز المفرط:
عندما يكون لدى من يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة اهتمامًا كبيرًا بمهمة ما، فإنهم يظهرون مستوىً غير عادي من التركيز، يُعرف باسم التركيز المفرط «5». ذكر أحد رواد الأعمال أنه غالبًا ما يكون منغمسًا تمامًا في صياغة حلول للعملاء. شخص آخر من هؤلاء يساير التقنيات الجديدة في مجال نشاطه التحاري لدرجة أنه أصبح الآن مطلوبًا كثيرًا كخبير. ”بفضل شغفهم ومثابرتهم، والخبرة التي يكتسبوها نتيجة لذلك، يمكن لرواد الأعمال أن يكتسبوا ميزة تنافسية ثرية“.
مستوى نشاط عالٍ:
العديد من رواد الأعمال المشاركين في الدراسة يعملون ليلًا نهارًا بدون راحة أو أخذ إجازة. ذلك بسبب تركيزهم المفرط «5»، ولكن أيضًا بسبب الأرق البدني المرتبط باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. رواد الأعمال يستخدمون هذا التركيز كحافز على أداء كمية العمل التي يحتاجون الى انجازها. نظرًا لأن مستويات الطاقة التي لديهم ليست ثابتة على مدار اليوم، فإن الميزة في إدارتهم لأعمالهم التجارية الخاصة هي أنه يمكنهم تحديد ساعات عملهم بأنفسهم.
”منطق الذين يعانون من أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أكثر ملاءمة للعمل الريادي «6»“
تلخيصًا للنتائج، يقول باتزيلت: ”اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة كان عاملاً رئيسيًا في قرارهم بالدخول في أعمال تجارية خاصة بهم وهذا الاضطراب قد أثر بشكل حاسم على السمات المهمة التالية لريادتهم للأعمال: المجازفة والشغف والمثابرة والالتزام بالوقت. للاندفاعية دور خاص تلعبه. لا بأس للذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أن يتخذوا قرارات بديهية حتى لو كانت نتائجها سيئة“.
على الرغم من أن ثلث الذين شملهم الاستطلاع فشلوا في مشاريعهم التجارية أو لم يحققوا نجاحًا كبيرًا، إلاّ أن باتزلت يرى أن نتائج الدراسة ضرورية للحث على إعادة تقييم الافتراضات السائدة في أبحاث ريادة الأعمال: ”الطريقة التي نقيم بها قرارات ريادة الأعمال تعتمد إلى حد كبير على العقلانية والمخرجات الجيدة. بالنظر لتعدد الاحتمالات، هل يمكن أن تكون مثل هذه القرارات عقلانية دائمًا؟ يظهر لنا الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة منطقًا مختلفًا ربما يكون أكثر ملاءمة لريادة الأعمال“.