تتزايد حالات اضطراب ضغط الدماغ الذي يسبب الصداع ومشاكل في الرؤية
20 يناير 2021
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة : رقم 24 لسنة 2021
BRAIN PRESSURE DISORDER THAT CAUSES HEADACHE، VISION PROBLEMS ON RISE
الارتفاع في عدد الحالات يتساوق مع معدلات البدانة المرتبطة بالوضع الاجتماعي الاقتصادي المنخفض لدى النساء
توصلت دراسة جديدة إلى أن اضطراب ضغط الدماغ الذي يسمى بارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة «الضغط داخل القحف» المجهول السبب [1] آخذ في الارتفاع، وتتوافق زيادة الحالات هذه مع ارتفاع معدلات البدانة. نُشرت الدراسة في عدد 20 يناير 2021 الانترنتي لمجلة نيرولوجي Neurology «انظر [2] »، وهي المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب.
وجدت الدراسة أيضًا أنه بالنسبة للنساء، قد تلعب عوامل الحالة الاجتماعية الاقتصادية socioeconomic «انظر[3] » كالدخل «الراتب مثلًا» والتعليم والسكن دورًا في تعرضهن لاحتمال الاصابة بهذا الاضطراب.
يحدث ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة المجهول السبب عندما يرتفع الضغط في السائل المحيط بالدماغ. قد يحاكي هذا النوع من الضغط أعراض ورم الدماغ المترجم: [ولذا يعرف باسم الورم المخي الكاذب، بحسب ما ورد في 1 وفي مصادر متعددة أخرى]، مما يتسبب في حدوث صداع مزمن ومُعيق ومشاكل في الرؤية وفي حالات نادرة فقدان البصر. غالبًا ما يُشخص عند النساء في سن الإنجاب. وغالبًا ما يكون العلاج في فقدان / خسارة الوزن. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر عملية جراحية.
”قد تكون الزيادة الكبيرة في ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة مجهول السبب الذي وجدناه ناتجًا عن العديد من العوامل، ولكن من المحتمل أن يكون بسبب ارتفاع معدلات البدانة“ كما قال مؤلف الدراسة ويليام أوين بيكريل William Owen Pickrell، دكتوراه، وعضو الكلية الملكية لأطباء الباطنية MRCP، من جامعة سوانسي Swansea في ويلز في المملكة المتحدة وعضو الاكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب. ”الأمر الأكثر إثارة للدهشة من نتائج بحثنا هو أن النساء اللائي يعانين من الفقر أو غيره من الظروف الاجتماعية الاقتصادية[3] السيئة قد يكون لديهن أيضًا احتمالات متزايدة غير عامل البدانة.“
من أجل اجراء الدراسة، استخدم الباحثون قاعدة بيانات وطنية للرعاية الصحية في ويلز لتحليل بيانات 35 مليون سنة مريض patient years «وهي احصائيًا عدد المرضى مضروب في عدد السنوات التي اشتركوا فيها في التجربة،[4] » على مدى 15 عامًا، بين عامي 2003 و2017. وتعرفوا على 1765 شخصًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة المجهول السبب خلال تلك الفترة.، كان 85٪ من هذه المجموعة من النساء. سجل الباحثون مؤشر كتلة الجسم للمشاركين في الدراسة. يُحسب مؤشر كتلة الجسم بقسمة الوزن على الطول. مقابل كل شخص مصاب بالاضطراب، قارن الباحثون ثلاثة أشخاص، ممن لا يعانون من الاضطراب، تم اختيارهم بحيث يكونوا متوافقين معهم في الجنس والعمر والحالة الاجتماعية الاقتصادية.
تم تحديد الحالة الاجتماعية الاقتصادية لكل شخص مصاب بالاضطراب بحسب المكان الذي يعيش فيه، باستخدام نظام تصنيف وطني يأخذ في الاعتبار عوامل كالدخل والوظيفة والصحة والتعليم وامكانية الاستفادة من الخدمات. تم بعد ذلك تقسيم الأشخاص في الدراسة إلى خمس مجموعات تتراوح بين أولئك الذين لديهم مزايا اجتماعية اقتصادية منخفضة إلى أولئك الذين لديهم مزايا اجتماعية اقتصادية عالية.
بشكل عام، وجد الباحثون زيادة بمقدار ستة أضعاف في عدد حالات الاضطراب على مدار الدراسة. في عام 2003، من بين كل مائة ألف شخص، هناك 12 يعاني من هذا الاضطراب، مقارنة ب 76 شخصًا في عام 2017. وفي عام 2013، شُخص شخصان لكل مائة ألف شخص خلال ذلك العام، مقارنة بثمانية أشخاص في عام 2017.
وجد الباحثون أن العدد المتزايد للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يتساوق مع ارتفاع معدلات البدانة في ويلز خلال هذه الدراسة، حيث كان 29٪ من السكان يعانون من البدانة في عام 2003 مقارنة ب 40٪ في عام 2017.
”تضاعف معدل انتشار البدانة في جميع أنحاء العالم ثلاث مرات تقريبًا بين عامي 1975 و2016، لذلك حين ركز بحثنا على وجه التحديد على الأشخاص من ويلز، فقد يكون لنتائجنا أيضًا أهمية على المستوى العالمي“ كما قال بيكريل.
كانت هناك علاقة قوية لكل من الرجال والنساء بين مؤشر كتلة الجسم واحتمال الإصابة بهذا الاضطراب. بالنسبة للنساء، كانت هناك 180 حالة لكل مائة ألف امرأة خلال الدراسة لأولئك اللاتي لديهن مؤشر كتلة جسم مرتفعة مقارنة ب 13 امرأة يعتبر مؤشر كتلة أجسامهن مثاليًا. بالنسبة للرجال، كانت هناك 21 حالة لكل مائة ألف بين أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم مرتفع مقارنة بثمان حالات لمن لديهم مؤشر كتلة جسم مثالية.
وجد الباحثون أيضًا أنه بالنسبة للنساء فقط، كانت العوامل الاجتماعية الاقتصادية مرتبطة باحتمال الاصابة بالاضطراب. كانت هناك 452 امرأة في المجموعة تتمتع بمزايا اجتماعية اقتصادية منخفضة مقارنة ب 197 امرأة في المجموعة تتمتع بمزايا اجتماعية اقتصادية عالية. كانت النساء في المجموعة التي لديها مزايا اجتماعية اقتصادية منخفضة معرضات لاحتمال الإصابة بالاضطراب بمقدار مرة ونصف المرة أكثر من النساء في المجموعة التي لديها مزايا اجتماعية اقتصادية عالية، حتى بعد أخذ مؤشر كتلة الجسم في الاعتبار.
”من بين المجموعات الاجتماعية الاقتصادية الخمس التي شاركت في دراستنا، شكلت النساء في أدنى مجموعتين من حيث المزايا الاقتصادية الاجتماعية أكثر من نصف النساء المشاركات في الدراسة“ كما قال بيكريل. ”هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد العوامل الاجتماعية الاقتصادية كالغذاء أو التلوث أو التدخين أو الضغط النفسي التي قد تلعب دورًا في زيادة احتمال إصابة النساء بهذا الاضطراب.“
كان أحد القيود على الدراسة هو أن الباحثين تعرفوا على الحالة الاجتماعية والاقتصادية للمشاركين حسب المناطق التي يعيشون فيها بدلاً من الحصول على المعلومات الاجتماعية الاقتصادية الفردية لكل مشارك.