دراسة: الدين وعلم النفس يشتركان في أساليب الحد من الضائقة النفسية
بقلم ديانا ييتس
08 يناير، 2o21
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة : رقم 13 لسنة 2021
Study: Religion، psychology share methods for reducing distress
Diana Yates
Jan 08,2o21
كشفت دراسة جديدة أن المتدينين الذين يواجهون أزمات الحياة يعتمدون على استراتيجيات تنظيم الانفعالات التي يستخدمها أيضًا علماء النفس. هؤلاء المتدينون يبحثون عن طرق إيجابية للتأمل في الصعوبات، وهي ممارسة معروفة لعلماء النفس باسم ”إعادة التقييم المعرفي cognitive reappraisal «انظر [1] »“. كما أنهم ينزعون أيضًا إلى الثقة في قدرتهم على التعامل مع الصعوبات، وهي سمة تسمى ”الكفاءة الذاتية self-efficacy انظر [2] »“. وقد ثبت أن كلاهما يقلل من أعراض القلق والاكتئاب.
نشرنت النتائج الجديدة في مجلة الدين والصحة Religion and Health في 7 يناير 2021 «انظر[3] ».
”يبدو أن المتدينين يستخدمون بعض الأدوات نفسها التي حددها علماء النفس بشكل منهجي باعتبارها فعالة في زيادة العافية[4] والحماية من الضائقة [النفسية] distress“، كما قال فلورين دولكوس Florin Dolcos، برفسور علم النفس في معهد بيكمان للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة[5] في جامعة إلينوي، في أوربانا شامبين، الذي قاد الدراسة مع الاستاذة المساعدة الباحثة في علم النفس ساندا دولكوس Sanda Dolcos وطالبة الدراسات العليا كيلي هول Kelly Hohl. وقال فلورين ”هذا يشير إلى أن العلم والدين متفقان حين يتعلق الأمر بالتعامل مع المصاعب / الشدائد“.
ما بعث على هذا البحث جزئيًا كانت دراسات سابقة أظهرت أن المتدينين يميلون إلى استخدام استراتيجية تكيف / تأقلم coping strategy «انظر [6] » تشبه إلى حد كبير إعادة التقييم المعرفي[1] .
”على سبيل المثال، عندما يموت شخص ما، قد يقول شخص متدين،“ حسنًا، الآن هم مع الله «ذهب الى ربه» ”، بينما قد يقول شخص غير متدين،“ حسنًا، على الأقل لم يعد يعاني بعد الآن «ارتاح من المعاناة» "، كما قال فلورين دولكوس Florin Dolcos. في كلتا الحالتين، يجد الشخص [المتدين وغير المتدين] الراحة في تأطير «صياغة» الوضع في اطار أكثر إيجابية.
لتحديد ما إذا كان المتدينون يعتمدون على - ويستفيدون من - إعادة التقييم المعرفي[1] كاستراتيجية لتنظيم الانفعالات «[8] ,[7] »، قام الباحثون بإشراك 203 شخصاً غير مشخصين اكلينيكيًا بإكتئاب أو قلق. أجاب 57 من المشاركين في الدراسة على أسئلة بشأن مستوى التدين أو الروحانية التي يتمتعون بها.
طلب الباحثون من المشاركين الاختيار من بين سلسلة من الخيارات التي تصف أمزجتهم وممارساتهم.
”سألنا المشاركين في التجربة عن أساليب التأقلم التي يمارسونها. لذلك، بالنسبة للتأقلم الديني، سألناهم عما إذا حاولوا أن يجدوا راحة في معتقداتهم الدينية أو الروحية،“ كما قالت هول Hohl، و”سألناهم عن وتيرة إعادة تقييمهم للحالات السلبية لإيجاد طريقة أكثر إيجابية لتأطير «لصياغة» هذه الحالات أو ما إذا يقومون بتثبيط انفعالاتهم“[9] .
قام الباحثون أيضًا بتقييم ثقة المشاركين في قدرتهم على التأقلم وطرحوا عليهم أسئلة مصممة لقياس أعراض الاكتئاب والقلق التي يعانون منها.
قالت هول إنها بحثت عن التساوق / الترابط بين استراتيجيات المواجهة وبين المواقف والممارسات المتدينة / الدينية أو غير المتدينة / الدينية، ومستويات الضائقة [النفسية] distress. كما أجرت أيضًا تحليل الوسيط الاحصائي mediation analysis «انظر[10] » لتحديد الممارسات التي أثرت تحديدًا على مخرجات كالاكتئاب أو القلق.
”إذا نظرنا فقط إلى العلاقة بين التأقلم الديني religious coping «انظر[11] » والقلق المنخفض، فإننا لا نعرف بالضبط أي استراتيجية تجعل عملية تحصيل هذه المخرجات الإيجابية عملية سهلة“ كما قالت ساندا دولكوس. ”تحليل الوسيط يساعدنا على تحديد ما إذا كان المتدينون يستخدمون إعادة التقييم المعرفي[1] كطريقة فعالة للتقليل من ضائقتهم [النفسية] distress“.
وقالت ساندا دولكوس إن التحليل يظهر أيضًا ما إذا كانت ثقة الشخص في قدرته على التعامل مع الأزمات - وهو عامل آخر وجدته الدراسات النفسية مرتبطًا بمستويات اكتئاب وقلق أقل - ”يسهّل الدور الصائن للتأقلم الديني[11] ضد أعراض الضائقة الانفعالية“. ”وجدنا أنه إذا كان الناس يستخدمون التأقلم الديني[11] ، فحينئذ سيكون لديهم أيضًا مستويات منخفضة من القلق أو أعراض الاكتئاب.“
وقالت إن إعادة التقييم المعرفي[1] والكفاءة الذاتية ساهما في انخفاض أعراض الضائقة [النفسية].
قالت هول إن الدراسة يجب أن تكون مثيرة لاهتمام لباحثي علم النفس الإكلينيكيين الذين يعملون مع «يعالجون» عملاء متدينين. ”يجب أن تعني هذه الدراسة أيضًا رجال الدين أو زعماء الكنيسة [المترجم: هذا لا ينحصر في زعماء الكنيسة وانما يمتد ليشمل رجال الدين من كل ديانة أو طائفة دينية] الذين يمكنهم الترويج لهذا النوع من إعادة التقييم المعرفي لمساعدة أبناء الرعية [أتباعهم] على فهم العالم من حولهم وزيادة قدرتهم على المرونة النفسية resilience [المرونة النفسية هي القدرة على الارتداد من النكسات] في مواجهة الضائقة [النفسية].“
قال فلورين دولكوس: ”آمل أن يكون هذا مثالًا على المجالات التي يمكن أن يعمل فيه االدين والعلم معًا للحفاظ على العافية[4] وزيادتها“.