قد يغير وقت الشاشة الإدراك البصري - وهذا ليس بالضرورة شيئًا سيئًا
بقلم جينيفر ميكالي
30 سبتمبر 2020
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة : رقم 11 لسنة 2021
Screen time can change visual perception — and that’s not necessarily bad
By Jennifer Micale
September 30,2020
لقد حولت جائحة الفيروس التاجي العديد من تفاعلاتنا إلى تفاعلات تُجرى عبر الإنترنت، حيث حلت مكالمات الفيديو عبر تطبيق الزووم Zoom محل الصفوف الدراسية واجتماعات العمل والمؤتمرات وغيرها من الفعاليات التي تتطلب حضورًا شخصيًا. هل كل هذا الوقت الذي نقضيه على الشاشة يضر ببصرنا؟
ربما لا. اتضح أن إدراكنا البصري [1] قابل للتكيف بدرجة كبيرة، وفقًا لبحث أجراه برفسور علم النفس ومنسق علوم الإدراك والدماغ بيتر غيرهاردشتاين Peter Gerhardstein’ في جامعة بينغهامتون Binghamton.
نشر غيرهاردشتاين ودانيال هيب Hipp وسارا أولسن Olsen - طالبا الدكتوراه السابقان لغيرهاردشتاين - هذا البحث في المجلة الأكاديمية: الإدراك Perception «انظر[2] ». أولسن عي التي صممت محفزات للبحث وساعدت في تحليل النتائج،
قال غيرهاردشتاين: ”نتيجة الدراسة هي أن جهاز الإدراك البشري يتكيف بسرعة مع التغيير الجوهري في إحصائيات العالم المرئي «راجع [3] للإطلاع على المعنى المراد»، وهو، كما نوضح، ما يحدث عندما يلعب شخص ما بألعاب الفيديو“.
التجارب
يركز البحث على عنصر أساسي من عناصر الرؤية: إدراكنا للتوجه orirntation «راجع المعنى في[4] و[5] » في البيئة. تجول في محمية جامعة بينغامتون الطبيعية وانظر حولك. المنبهات «التي تسترعي الانتباه» - ك الأشجار وفروعها والشجيرات والممرات - كلها موجهة في اتجاه ما oriented بعدة زوايا مختلفة. وفقًا لتحليل أجراه هيب، هناك غلبة طفيفة للمستويات الأفقية ثم العمودية - تذكر الأرض والأشجار - ولكن لا توجد قلة في الاتجاهات بزوايا مائلة.
ثم تأمل ”العالم المصنوع «المنجور» من الأخشاب“ لمنظر المدينة - ربما وسط مدينة بينغهامتون. تزداد النسبة المئوية للاتجاهات orientation الأفقية والرأسية بشكل كبير، بينما تتلاشى الأشياء المائلة. المباني والأسطح والشوارع وأعمدة الإنارة: منظر المدينة عالم من الزوايا الحادة، كزاويا المستطيل. أوضح غيرهاردشتاين أن العالم الرقمي زاد من هيمنة المستويات الأفقية والعمودية.
تظهر الأبحاث أننا نميل إلى أن ننتبه «نولي المزيد من الاهتمام» للإتجاهات[4] » الأفقية والعمودية، على الأقل في المختبر؛ في بيئات العالم الحقيقي، ربما لا تُلاحظ هذه الاختلافات، على الرغم من أنها لا تزال تتحكم في السلوك. الرسامون، على سبيل المثال، يميلون إلى تضخيم هذه الفروقات في عملهم، وهذا مجال اهتمام مجموعة بحثية مختلفة.
يعد التوجه باتجاه معين[4] جانبًا أساسيًا لكيف يعمل دماغنا وأعيننا معًا لبناء عالم مرئي. ومن المثير للاهتمام أنه ليس ثابتًا. يمكن لجهاز الرؤية لدينا التكيف مع التغييرات بسرعة، كما تظهر تجربتا مجموعتنا البحثية.
التجربة الأولى وضعت طريقة لتتبع العين لا تتطلب استجابة ظاهرية، مثل لمس الشاشة. أما الثانية فطلبت من طلاب الجامعة أن يلعبوا أربع ساعات من لعبة Minecraft - وهي إحدى أشهر ألعاب الكمبيوتر في العالم - قبل وبعد أن عرضت عليهم محفزات بصرية «مثيرة للانتباه». بعد ذلك، حدد الباحثون قدرة المشاركين على إدراك ظاهرة الاتجاهات المائلة والرأسية / الأفقية باستخدام طريقة تتبع العين من التجربة الأولى.
”لذا، فإن الفوائد الفورية هي مدى التكيف السريع المثير للإعجاب للجهاز البصري للبالغين مع التغييرات في إحصاءات [3] البيئة البصرية،“ كما قال غيرهاردشتاين. في المرحلة التالية من البحث، سيتتبع مختبر غيرهاردشتاين التطور البصري لمجموعتين من الأطفال، إحدى المجموعتين طُلب منها لعب بألعاب فيديو بانتظام والأخرى طلب منها تجنب وقت الشاشة، بما فيها التلفزيون. إذا كان للتجربة الحالية أي دلالة، فقد لا تكون هناك اختلافات كبيرة، على الأقل عندما يتعلق الأمر بحساسية الاتجاه [4] . لقد أوقفت هذه الجائحة خطط اختبار هاتين التجربتين على المشاركين بشكل شخصي، على الرغم من أن الباحثين أعطوا أولياء الأمور المحليين اسئلة استقصائية تخص عادات لعب الأطفال، وسيستخدمون هذه النتائج لتصميم الدراسة.
بصر تكيفي
مجموعات بحثية أخرى قامت بفحص تأثيرات التعرض للشاشات الرقمية على جوانب أخرى من الإدراك البصري استنتجت أن التغييرات طويلة المدى تحدث بالفعل، وبعض التغيرات، على الأقل، يُنظر إليها على أنها مفيدة.
مفيدة؟ كأي كائن من الكائنات الحية الأخرى، يميل البشر إلى التكيف بشكل كامل مع البيئة التي يتعرضون لها. طُرح أول جهاز آيفون iPhone في السوق عام 2008 وأول جهاز آيباد iPad عام 2010. وأشار غيرهاردشتاين إلى أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عامًا نشأوا مع هذه الأجهزة، وسيعيشون وسيعملون في عالم رقمي كبالغين.
”هل من التكيف بالنسبة لهم تطوير جهاز بصري حساس للغاية لهذه البيئة المعينة؟ قد يجادل كثيرون بأن الجواب نعم هو كذلك، كما“ قال. ”أود بدلاً من ذلك أن أقترح نظامًا / جهازًا شديد المرونة يمكن أن ينتقل من“ مجموعة ”إدراكية إلى أخرى بسرعة، بحيث يستجيب مشاهدو هذه الأجهزة بشكل مناسب لإحصائيات[3] البيئة الرقمية أثناء التفاعل مع الوسائط الرقمية، ثم التحول بشكل مناسب للاستجابة إلى إحصاءات المشهد الطبيعي أو منظر المدينة، فإن ذلك هو أكثر قابلية للتكيف“.