آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

لماذا الكتابة باليد تجعل الأطفال أكثر ذكاءً

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم آن سيلبر ميدلينغ، الجامعة النرويجية للعلوم والتكنلوجيا

1 اكتوبر 2020

المترجم: عدنان أحمد الخاجي

المقالة رقم 02 لسنة 2021

Why writing by hand makes kids smarter

Av Anne Sliper Midling

10,01.2020

يثبت بحث جديد في نشاط الدماغ أن الكتابة باليد تساعد الأطفال على التعلم بشكل أكثر والتذكر بشكل أفضل. أصبحت المدارس، في الوقت نفسه، مدارس رقمية بشكل متزايد، وأظهر استطلاع أوروبي أن الأطفال النرويجيين يقضون وقتًا على الإنترنت هو الأطول في 19 دولة في الاتحاد الأوروبي.

تعتقد البروفيسورة أودري ڤان دير مير Audrey van der Meer من الجامعة النروجية للعلوم والتنكلوحيا NTNU أنه ينبغي وضع إرشادات وطنية لضمان حصول الأطفال على الحد الأدنى من التدريب على الكتابة اليدوية على الأقل.

أظهرت نتائج العديد من الدراسات أن كلاً من الأطفال والبالغين يتعلمون بشكل أكثر ويتذكرون بشكل أفضل عند الكتابة باليد.

والآن تؤكد دراسة أخرى الأمر نفسه: اختيار الكتابة اليدوية على استخدام لوحة المفاتيح أدى إلى تعلم أكثر وذاكرة أفضل.

تقول ڤان دير ميير من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنلوجيا: ”عندما تكتب قائمة تسوق أو ملاحظات / مذكرات محاضرة بيدك، فإنك تتذكر المحتوى بشكل أفضل بعد ذلك“

قياس كهربية الدماغ

قامت ڤان در ميير وزملاؤها بدراسة نشاط الدماغ هذا عدة مرات، أولاً في عام 2017 والآن في عام 2020.

في عام 2017، قامت بدراسة نشاط دماغ 20 طالبًا. وقد نشرت الآن دراسة فحص فيها نشاط الدماغ في اثني عشر شابًا واثني عشر طفلاً «1».

وهذه هي المرة الأولى التي يشارك أطفال في مثل هذه الدراسة.

كلتا الدراستين أجريتا باستخدام مخطط كهربية الدماغ EEG لتتبع وتسجيل نشاط موجات الدماغ. ارتدى المشاركون حينئذ قبعةً فيها أكثر من 250 قطبًا كهربائيًا.


الملاحظات المكتوبة والمرسومة باليد تجعل رؤية الروابط بينها سهلة على الدماغ لأنك قد تضع أسهمًا ومربعات وكلمات مفتاحية تسهل عليك الفهم الشامل للملاحظات. مصدر الصورة: الجامعة النرويجية للعلوم والتكنلوجيا  NTNU 

الدماغ يصدر نبضات كهربائية عندما يكون نشطًا. المجسات في الأقطاب الكهربائية حساسة للغاية وتلتقط النشاط الكهربي الذي يحدث في الدم

استغرق كل اختبار 45 دقيقة لكل شخص، تلقى الباحثون 500 نقطة بيانات في الثانية.

أظهرت النتائج أن أدمغة كل من الشباب والأطفال أكثر نشاطًا عندما كانوا يكتبون باليد منه حين كانوا يكتبون على لوحة مفاتيح [كومبيوتر أو جهاز لوحي / تلفون ذكي].

”استخدام القلم والورقة يمنح الدماغ مزيدًا من“ الخطافات ”لتعليق ذكرياتك عليها [المترجم: هذه الاستعارة تعني أن الكتابة باليد تعزز الذاكرة]. الكتابة باليد تنتج نشاطًا بشكل أكثر في الأجزاء الحسية الحركية sensorimotor في الدماغ. الكثير من الحواس تُنشط عن طريق الضغط بالقلم على الورقة ورؤية الحروف التي تكتبها وسماع الصوت الذي تصدره أثناء الكتابة. هذه الممارسات الحسية تكوّن نقاط اتصال بين أجزاء مختلفة من الدماغ وتفتح الدماغ للتعلم. تقول ڤان دير مير:“ نتعلم بشكل أكثر وفي نفس الوقت نتذكر بشكل أفضل.

يشكل الواقع الرقمي جزءًا كبيرًا من حياة الأطفال الأوروبيين

تعتقد ڤان مير أن دراساتها التي أجرتها والدراسات التي قام بعا آخرون تؤكد على أهمية تحدي الأطفال بالرسم والكتابة في سن مبكرة، وخاصة في المدرسة.

الواقع الرقمي اليوم هو أن الكتابة والنقر على لوحة المفاتيح ووقت الشاشة جزء كبير من الحياة اليومية للأطفال والمراهقين.

أظهر استطلاع أُجري في 19 دولة في الاتحاد الأوروبي أن الأطفال والمراهقين النرويجيين يقضون معظم أوقاتهم على الإنترنت. الهاتف الذكي هو الرفيق الدائم لهم، تتبعه عن كثب أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية.

يُظهر الاستطلاع أن الأطفال النرويجيين الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و16 عامًا يقضون ما يقرب من أربع ساعات على الإنترنت يوميًا، أي ضعف الفترة التي كانوا يقضونها منذ عام 2010.

وقت فراغ الأطفال الذي يقضونه أمام الشاشة قد ضُخم من خلال تركيز المدارس المتزايد على التعلم الرقمي.

تعتقد ڤان دير مير أن التعلم الرقمي له العديد من الجوانب الإيجابية، لكنها تحث على التدريب على الكتابة اليدوية.

هناك حاجة إلى إرشادات وطنية

”نظرًا للتطور الذي حدث في السنوات العديدة الماضية، فقد نضحي بجيل أو بأجيال أكثر بفقدان القدرة على الكتابة باليد. بحثنا وأبحاث آخرين توضح أن هذا سيكون نتيجة مؤسفة للغاية“ للنشاط الرقمي المتزايد، كما تقول مير.

تعتقد مير أنه ينبغي وضع مبادئ توجيهية وطنية تضمن حصول الأطفال على الحد الأدنى من التدريب على الكتابة اليدوية على الأقل.

”أصبحت بعض المدارس في النرويج مدارس رقمية بالكامل وتركت التدريب على الكتابة باليد تمامًا. المدارس الفنلندية أكثر رقمية حتى من النرويج. تقول مير:“ عدد قليل جدًا من المدارس لا توفر أي تدريب على الكتابة اليدوية على الإطلاق".


 

في الجدل الدائر حول الكتابة اليدوية أو استخدام لوحة المفاتيح في المدرسة، يعتقد بعض المعلمين أن لوحات المفاتيح لا تسبب إحباطًا / تململًا للأطفال. وقد أشاروا إلى أن الأطفال يمكنهم كتابة نصوص أطول في وقت مبكر من عمرهم، وهم أكثر حماسًا للكتابة لأنهم يشعرون بإتقان أكبر للكتابة باستخدام لوحة المفاتيح.

من المهم أن تقضي وقتًا في الهواء الطلق تحت جميع أنواع الطقس

”تعلم الكتابة باليد هو عملية بطيئة قليلاً، ولكن من المهم للأطفال أن يمروا بمرحلة متعبة من تعلم الكتابة باليد. تعد حركات اليد المعقدة وتشكيل «رسم» الحروف مفيدة بعدة طرق. إذا كنت تستخدم لوحة مفاتيح، فإنك تستخدم نفس الحركة لكل حرف. تتطلب الكتابة اليدوية التحكم في مهاراتك الحركية الدقيقة وحواسك. من المهم أن تضع دماغك في حالة تعلم قدر الإمكان. أستخدمُ «الكلام للمؤلفة» لوحة مفاتيح لكتابة مقال، لكنني أقوم بكتابة الملاحظات يدويًا خلال المحاضرة،“ تقول ڤان دير مير.

الكتابة باليد تتحدى الدماغ، كما هو الحال مع العديد من الممارسات والأنشطة الأخرى.


 

”لقد تطور الدماغ على مدى آلاف السنين الغابرة. لقد تطور ليكون قادرًا على اتخاذ الإجراءات ليجد السلوك المناسب. لكي يتطور الدماغ بأفضل طريقة ممكنة، نحتاج إلى استخدامه في أحسن أحواله. نحن بحاجة إلى أن نعيش حياة أصيلة. علينا أن نستخدم كل حواسنا، وأن نكون في الخارج «الهواء الطلق»، وأن نجرب جميع أنواع الطقس، ونلتقي بأشخاص آخرين. إذا لم نتحدَ أدمغتنا، فلن تتمكن من الوصول إلى إمكاناتها الكاملة. وبذلك قد يؤثر سلبًا على الأداء في المدرسة“، كما تقول ڤان دير مير.