آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

انسحب قبل أن يلاحظك أحد

عدنان أحمد الحاجي *

نحن مجبولون على التغلب على الانفصالات الرومانسية بين شركاء الحياة

25 - مارس 2015

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 405 لسنة 2020

Just Slip Out the Back، Jack

We’re Wired to Get Over Romantic Break Ups

25-Mar-2015


 

ورقة مراجعة بحثية نشرتها جامعة سانت لويس «1» تشير إلى أن الناس مجبولون على التراجع عن حب شريك حياة والإنتقال إلى علاقة رومانسية جديدة مع أخر.

”تشير مراجعتنا للدراسات المنشورة إلى أن لدينا آلية في أدمغتنا مصممة عن طزيق الانتقاء الطبيعي تساعدنا على تجاوز الأوقات المضطربة للغاية في حياتنا“. كما قال بريان بوتويل، الأستاذ المشارك في علم الجريمة والعدالة الجنائية والأستاذ المشارك في علم الأوبئة في جامعة سانت لويس. ”هذه المراجعة للأبحاث تشير إلى أن الناس يتعافون من هذه المشكلة؛ ويزول الألم بمرور الوقت. وسيكون هناك نور في نهاية النفق“.

درس بوتويل وزملاؤه عملية التراجع عن الحب والانفصال بين الزوجين «الشريكين»، والتي يسمونها التخلي الأولي عن الشريك ”primary mate ejection“، والمضي قدمًا لتطوير علاقة رومانسية جديدة، والتي يسمونها بالتخلي الثانوي عن الشريك [المترجم: التخلي عن الشريك الأول].

بالاستناد إلى علم النفس التطوري إلى حد كبير، يقول الباحثون إن الرجال والنساء قد ينفصلون عن بعضهم لأسباب مختلفة. على سبيل المثال، من المحتمل أن ينهي الرجل علاقته بشريكة حياته بسبب أقامتها علاقة جنسية مع رجل آخر. ولأسباب تطورية، لا بد أن يكون الرجال مفطورين على السعي وتجنب تربية أطفال ليسوا بأطفالهم جينيًا «بيلوجيًا»، كما يقول المؤلفون.

”الرجال حساسون بشكل خاص لمسألة الخيانة الجنسية بين شريكة حياتهم وشخص آخر“ كما قال بوتويل. ”هذا لا يعني أن النساء لا يشعرن بالغيرة، فهن يشعرن بذلك بالتأكيد، لكن هذه الحساسية حساسية حادة بشكل خاص بالنسبة للرجال فيما يتعلق بالخيانة الجنسية.“

من ناحية أخرى، قد تكون المرأة أكثر احتمالًا للانفصال عن زوجها لو كان غير مخلص عاطفيًا جزئيًا لأسباب تطورية. خلال فترة التطور السحيقة في القدم فقد كيّف الانتقاء الطبيعي التخلي عن الشريك في الإناث بطريقة تجعلهن يتجنبن فقدان الموارد، مثل المساعدة في تربية الأطفال والحماية الطبيعية / المادية، التي يوفرها أزواجهن.

أحيانًا ينهي كل من الرجال والنساء العلاقة لنفس السبب. ”على سبيل المثال، لا يميل أي من الجنسين إلى تحمل قسوة شريك / شريكة الحياة بحق الآخر أو يحترم تلك المعاملة“ كما قال بوتويل.

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون بعض الناس أكثر احتمالًا من غيرهم للتخلي عن الحب أو لديهم مشكلة في الدخول في علاقة رومانسية أخرى. القدرة على الانفصال عن الشريك / الشريكة، والالتقاء بشخص جديد يحبه / تحبه تقع على امتداد سلسلة متصلة «غير منقطعة continuum»، متأثرة بالعوامل البيئية والجينية [الخلقية والمكتسبة].

دراسات تصوير أدمغة الرجال والنساء الذين ادعوا أنهم في حالة حب عميق تقدم قرائن مهمة عن التعامل مع حالات الانفصال. التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أثبت زيادة في النشاط العصبي في أجزاء الدماغ - وهي مناطق المتعة في الدماغ - والتي تصبح نشطة أيضًا مع تعاطي الكوكايين.

”كشفت الدراسة التي قامت بها هيلين فيشر أن هذه الدارات في الدماغ، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بسلوكيات إدمانية «2»، لها دخل أيضًا في المشاعر المقترنة بالانجذاب الرومانسي وقد تساعد في تفسير التعلق الذي غالبًا ما يعقب مشاعر الافتتان الجسدي الأولية بشريك / بشريكة حياة محتمل. اعتبر الأمر على أنه ذلك الشعور الأولي للوقوع في الحب، عندما ترغب في أن تكون دائمًا حول الشخص الآخر [الذي تحبه]، تقريبًا بشكل إدماني،“ كما قال بوتويل.

يؤكد بوتويل أن التخلي عن الحب يمكن مقارنته بالطلب من مدمن كوكايين للتخلي عن هذه العادة.

”قطع هذه الرابطة [رابطة الحب] والمضي قدمًا في إنشاء علاقة أخرى مع شخص آخر يُعتبر طلبًا كبيرًا من أي شخص“. ”في النهاية، قد تكون محاولة الانتقال من شريك سابق مشابهة في بعض النواحي لمحاولة كسر عادة تعاطي المخدرات.“

- بناءً على تشبيه إدمان المخدرات، قام بوتويل بمراجعة الدراسات التي نشرت عن أدمغة مدمني الكوكايين السابقين في محاولة للتنبؤ بكيف تبدو أدمغة أولئك الذين يكسرون عادة العلاقة مع الشركاء. أظهرت صور أدمغة أولئك الذين توقفوا عن تعاطي الكوكايين حجمًا أكبر من المادة الرمادية في مناطق مختلفة من الدماغ، والتي كانت مختلفة بشكل ملحوظ عن صور أدمغة مستخدمي الكوكايين النشطين.

”قد نجادل في أن مناطق مختلفة من الدماغ تتصرف بطريقة أنه بمجرد أن ينقطع هذا الإدمان، تساعد هذه المناطق الدماغية بعد ذلك في تسهيل مضي الشخص قدمًا وإيجاد شريك جديد له“، بحسب ما استقرأه بوتويل. ”قد يسعى الشخص في البداية للمحاولة في استمالة عاطفة شريك حياته الأول. ومع ذلك، لو أصبح هذا السعي بالفعل بلا جدوى، فقد تتصرف أدمغة هؤلاء الأشخاص وتقوم بتصحيح بعض الانفعالات والسلوكيات، مما يمهد الطريق لهؤلاء الأشخاص ليصبحوا منجذبين إلى شركاء جدد ويكّونوا علاقات جديدة“.

وأضاف أن إجراء دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفية التي تفحص أدمغة الرجال والنساء الذين تخلوا عن علاقة حب ووقعوا في حب آخر من شأنه أن يوفر أدلة إضافية لإضفاء مصداقية على فرضية الإدمان أو رفضها.

في محاولة إضافية لفهم ما يحدث داخل الدماغ عند انتهاء علاقة حب، قام بوتويل بمراجعة الأبحاث المتعلقة بتأثير مجموعة من الأدوية المضادة للاكتئاب تسمى مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية «SSRIs. راجع 3» على الحب الرومانسي. استخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية قد يؤدي إلى خفض مستويات الدوبامين والنورادرينالين والتستوستيرون، مما قد يكبت المشاعر الرومانسية والاهتمام الجنسي.

هذا لا يعني أنه يجب على الناس أن يتوقفوا عن استخدام مضادات الاكتئاب دون استشارة أطبائهم. قد يكون هذا قرارًا مأساويًا وسيئًا للغاية. ولكن، مثل أي دواء من الأدوية، من المهم أن يفهم الناس تمامًا الآثار الجانبية لهذه المضادات. في هذه الحالة، قد تمس هذه الآثار مسًا وثيقًا المشاعر الحميمية لأحد الشريكين تجاه الآخر ".

حث بوتويل على إجراء مزيد من البحوث عن الحب المفقود لفهم بشكل أفضل الصعوبات التي يمكن أن تتسرب إلى العلاقات الرومانسية.

”إذا فهمنا التخلي عن الشريك بشكل أفضل، فقد يوفر نظرة ثاقبة مباشرة وقابلة للتنفيذ بشأن الطرق التي يمكن للأزواج من خلالها إنقاذ العلاقة بينهم، والتي بدونها قد تنتهي الى افساد العلاقة وقطعها بشكل مفاجئ“.

تم نشر ورقة المراجعة في عدد 2 مارس 2015 من مجلة علم النفس العام «1». المؤلفون المشاركون هم دكتور جيه سي بارنز من جامعة سينسيناتي، ودكتور كيفن إم بيفر من جامعة ولاية فلوريدا وجامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية.