سيدتي المرأة ربَّة الصون والعفاف
نحن في زمن تغيرت فيه الكثير من الأعراف والمفاهيم والسلوكيات وأختلط الحابِلُ بِالنابل وأصبحنا في وضع لا يُحسد عليه بين مؤيدٍ ومعارض ومتحفظ.
وقد تشتتنا بين حانا ومانا وكلُ يجُرُ النار إلى قِرصه ليثبت حُجته ودليله في ظل هذه المتغيرات، فقد جاءت هذه التباينات في الآراء نتيجة ما حصل عليه العُنصُر النِسائِي من قوانين وإجراءات أقرها وليُ الأمر كانت فيما سبق حكراً على الجنس الذكوري مما فتح الباب على مصراعيه للمُنافسة الشريفة وكلُ يدلو بدلوه ضمن الواقع التطوري الجديد.
هُنا جاء دوركِ يا سيدتي المُهِم والحساس في كيفية التأقلم مع هذه المُستجِدات والتطورات التي يمر بها مُجتمعنا، والمخاض الذي نعيشه على الصعيد الأُسري والاجتماعي والحياتي.
فبِالأمس القريب كانت هناك خطوط حمراء وضوابط في كيفية تعامل المرأة مع واقعها ومُحيطها الأسري والاجتماعي والعملي وكان من ضمن هذه الحدود مما لا يسمح له القانون أو يتحفظ عليه الشرع كقيادة السيارة أو الاختلاط في العمل الوظيفي والميداني إلا في نطاق ضيق جداً ولكن كل هذه العوائق قد رُفعت وأصبحت من الماضي.
فأنتِ اليوم حُرةً في اتخاذ ما ترينه من قرارات تخص حياتك ومستقبلكِ وبيدكِ أن تصنعِ المُستحيلات والعمل على التوافق بين واقِعك المُستجد الذي يتطلب بعضاً من التنازُلات التي لا تخدش الحياء وفي نفس الوقت الحِفاظ على عِفَتِكِ ونزاهتِك وأنت تُمارسين حياتِك الطبيعية في ظل هذه الظواهر الحادثة، فبإمكانِك أن تكوني امرأة عامِلة مُخلِصة تخدمين وطنكِ ومُجتمعك بكل إخلاص ووفاء ودون كللٍ أو ملل لأنك تُمثلين نِصف المُجتمع ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عن خدماتِك في ميادين العمل المُتنوعة وهناك مِهن ووظائف أبدعتِ وتألقتِ فيها كمهنة الطب والتمريض والتدريس وقد ضربت أروع الأمثلة في أغلب المجالات ونشأت وترعرعتْ على يديكِ الفاضلة أفواج من النشء، وعلمّتِ أجيالاً أصبحوا رِجال الحاضر وعِماد المستقبل بالإضافة إلى ما تقومين فيه من دور فاعل ورئيس في تدليل الصِعاب، بهمة ونشاط فقد برهنتِ على ذلك خاصةً في التعامل مع جائحة كرونا، فقدمتِ التضحيات التي لا تُنسى على كل الأصعدة.
أنت إذا تِلك المرأة المُجاهدة التي تسعى إلى التوفيق بين عملها وواجِباتها المنزلية دون أن يؤثر ذلك على عِفَتِك وحيائك ونزاهَتِك وصونَ كرامتِك.
فأنت أرفع وأجل مِن أن تتراخي في واجباتك الدينية والمعيشية التي هي بالنسبة إليك تاج تتشرفين به وتحافظين عليه وتتصدين لمن يحاول المساس بأساسياته وأهدافه التي تحثنا جميعاً على الالتزام بها لأنها صلاح حياتنا دنيا ودين وجسر عبور إلى الصراط المستقيم.
فمادامت المرأة متمسكة بدينها فلا خوف عليها من أي ذِئاب بشرية تُحاول أن تصطاد في المياه العَكِرة لخطأ غير مقصود أو هفوة خارجة عن الإرادة فتحاول تلك الذِئاب اقتناصها وتضخِيمِها لإشباع رغباتها وشهواتها الشيطانية بشكل غير لائق.
ولكن ما أن تجد هذه الشياطين أصحاب النُفُوس المريضة باباً مُوصداً حتى تتحطَم تمنياتِها الخبيثة وقد صدق المثل القائل:
«إمرأة بِألف رجل» و«النِساء شَقائِق الرِجال»