ولد أو بنت؟ السر في جينات الأب
11 ديسمبر 2008
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 398 لسنة 2020
Boy or girl? It’s in the father"s genes
11 December 2008
دراسة أجرتها جامعة نيوكاسل وشملت آلاف العائلات تساعد الآباء «الأم والأب» اللذين يتوقعان أن ينجبا طفلًا على تخطيط ما إذا كان من المحتمل أن ينجبا طفلًا ذكرًا أو أنثى.
أثبت البحث الذي أجراه كوري جيلاتلي Corry Gellatly، باحث في جامعة نيوكاسل، أن الرجال يرثون من والديهم نزعةً لإنجاب أولاد أكثر أو بنات أكثر. وهذا يعني أن الرجل الذي لديه العديد من الإخوة هو أكثر احتمالًا أن ينجب أولادًا ذكورًا، في حين أن الرجل الذي لديه العديد من الأخوات هو أكثر احتمالًا أن ينجب بنات.
تضمن البحث، الذي نشر في مجلة البيلوجيا التطورية Evolutionary Biology على الإنترنت «1»، دراسة على 927 شجرة عائلية تحتوي على معلومات عن 556,387 شخصًا من أمريكا الشمالية وأوروبا تعود إلى عام 1600 ميلادية.
”أثبتت دراسة شجرة العائلة أن ما إذا كان من المحتمل أن يكون لديك ولد أو بنت هي مسألة وراثية. نحن نعلم الآن أن الرجال أكثر احتمالًا لإنجاب أولاد إذا كان لديهم إخوة أكثر ولكنهم أكثر احتمالًا أن يكون لديهم بنات إذا كان لديهم أخوات أكثر، ولكن لا يمكنك التنبؤ بذلك في النساء،“ كما يبين السيد جيلاتلي.
الرجال يحددون جنس الطفل اعتمادًا على ما إذا كانت حيواناتهم المنوية تحمل كروموسوم X أو Y. كروموسوم X يتحد مع كروموسوم X من الأم لتلد طفلة «XX»، وكروموسوم Y يتحد مع كروموسوم الأم X لتلد الأم ولدًا «XY».
تقترح الدراسة إلى أن جينًا لم يًكتشف بعد يتحكم في ما إذا كانت الحيوانات المنوية لدى الرجل تحتوي على كروموسومات X أكثر أو كروموسومات Y أكثر، مما يؤثر بالتالي على جنس أطفاله. على نطاق أوسع، عدد الرجال الذين لديهم عدد أكبر من الحيوانات المنوية التي تحوي كروموسومات X مقارنة بعدد الرجال الذين لديهم عدد أكبر من الحيوانات المنوية التي تحوي كروموسومات Y يؤثر على النسبة الجنسية للأطفال المولودين كل عام.
ذكور أم إناث؟
يتكون الجين من جزأين، يُعرفان بالألائل alleles «انظر 2»، جزء
من الأب والثاني من الأم. وفد أثبت جيلاتلي في ورقته البحثية «1» أنه من المحتمل أن يحمل الرجال نوعين مختلفين من الألائل، مما ينتج عنه ثلاث توليفات / مجموعات combinations محتملة في جين يتحكم في نسبة كروموسومات X وY في الحيوانات المنوية:
• الرجال الذين لديهم المجموعة الأولى، والمعروفة باسم الآئل mm، ينتجون حيوانات منوية تحوي كروموسوم Y أكثر، ولذلك ينجبون أبناءً أكثر.
• الرجال الذين لديهم المجموعة الثانية، المعروفة باسم الآئل mf، ينتجون عددًا متساويًا تقريبًا من الحيوانات المنوية التي تحوي كروموسومات X وY، ولذلك ينحبون عددًا متساوٍ تقريبًا من الأبناء الذكور والإناث.
• الرجال الذين لديهم المجموعة الثالثة، والمعروفة باسم آلائل ff ينتجون المزيد من الحيوانات المنوية التي تحوي كروموسومات X، ولذلك ينجبون بنات أكثر.
"الجين الذي ينتقل «يورث» من كلا الوالدين، والذي يجعل بعض الرجال ينجبون عددًا أكبر من الأبناء الذكور والبعض الآخر ينجبون عددًا أكبر من البنات، قد يفسر سبب التوازن بين عدد الرجال والنساء تقريبًا في المجموعة السكانية. إذا كان هناك عدد كبير جدًا من الذكور في المجموعة السكانية، على سبيل المثال، ستجد الأنثى زوجًا بسهولة أكثر، لذا فإن الرجال ممن لديهم عدد أكبر من البنات سيورثون المزيد من جيناتهم، مما يتسبب في ولادة المزيد من الإناث في الأجيال اللاحقة، كما يقول جيلاتلي.
عدد الأولاد الذين يولدون بعد الحروب أكبر
في العديد من البلدان التي دخلت في الحروب العالمية، كانت هناك زيادة مفاجئة في عدد الأولاد الذين ولدوا بعد ذلك. في السنة التي أعقبت نهاية الحرب العالمية الأولى، هناك 102 مولودًا من الذكور مقابل كل 100 بنت ولدت في المملكة المتحدة، مقارنةً بالسنة التي سبقت بدء الحرب. الجين، الذي وصفه السيد جيلاتلي في بحثه، قد يفسر لماذا حدثت هذه الزيادة في عدد الأولاد.
نظرًا لأن الاحتمالات كانت لصالح الرجال ممن لديهم عدد أكبر من الأبناء الذكور الذين يشهدون ابنًا لهم يعود من الحرب، فإن هؤلاء الأبناء أكثر ميلًا لأن يكونوا آباءً لأولاد لأنهم ورثوا هذه النزعة من آبائهم. وفي المقابل، الرجال ممن لديهم عدد أكبر من البنات ربما فقدوا أبناءهم الوحيدين في الحرب وأولائك الأبناء الذكور هم أكثر احتمالًا لأن يكونوا أباءً لبنات. هذا من شأنه أن يفسر لماذا كان الرجال ممن نجا من الحروب أكثر احتمالًا لإنجاب أطفال ذكور، وهذا مما أدى إلى طفرة المواليد الذكور حينئذ.
في معظم البلدان، بحسب سجلات المواليد، عدد من وُلد من الأولاد يفوق عدد البنات. في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، على سبيل المثال، هناك حاليًا حوالي 105 مولودًا من الذكور لكل 100 أنثى.
من الأمور الموثقة جيدًا أن عددًا كثيراً من الذكور يموتون في مرحلة الطفولة وقبل أن يبلغوا ما يكفي من العمر لينجبوا أطفالًا. ولذلك بنفس الطريقة التي قد يتسبب بها الجين في ولادة أولادًا أكثر بعد الحروب، فقد يتسبب أيضًا في ولادة المزيد من الأولاد كل عام.
كيف يعمل الجين؟
توضج شجرتا العائلة أدناه كيف يعمل الجين. إنه مثال مبسط لما يجري، حيث إما ينجب الرجال أبناءً فقط أو بنات فقط، أو أعدادًا متساوية من الذكور والإناث، على الرغم من أن الأمر في الواقع ليس بتلك القطعية. هذا البحث أثبت أيضًا أنه على الرغم من عدم وجود تأثير للجين على الإناث، إلا أنهن يحملن الجين أيضًا وينقلنه إلى أطفالهن.
في شجرة العائلة الأولى «أ» الجد يحمل مجموعة ألائل mm، فكل أولاده من الذكور. فهو فقط يمرر «يورث» مجموعة ألائل m، لذلك من المحتمل أن يكون لدى أطفاله أنفسهم مجموعة ألائل mm، نتيجة لذلك، قد يكون لهؤلاء الأبناء أيضًا أبناء فقط «كما هو موضح». الأحفاد لديهم مجموعة ألائل mf، لأنهم ورثوا مجموعة ألائل m من أبيهم ومجموعة ألائل f من أمهم. ونتيجة لذلك، لديهم عدد متساوٍ من الأبناء والبنات «أحفاد الأحفاد».
في الشجرة الثانية «ب»، الجد لديه مجموعة ألائل ff، لذا فإن جميع أطفاله بنات، ولديهم مجموعة ألائل ff من الألائل لأن أباهم وأمهم كانا لديهما مجموعة ألائل ff. ولدى إحدى البنات ضمن أطفالها ولد ذكر لديه مجموعة ألائل mm. ذلك الذكر هو الذي يحدد جنس الأطفال، وعليه سيكون الأحفاد كلهم ذكور. الأحفاد لديهم مجموعة ألائل mf، لأنهم ورثوا مجموعة ألائل m من أبيهم ومجموعة ألائل f من أمهم. نتيجة لذلك، لديهم عدد متساوٍ من الأبناء والبنات «أبناء الأحفاد».