آخر تحديث: 6 / 12 / 2024م - 11:44 ص

ما بعد كورونا خيارات العالم لن تكون بين مواجهة البرجر والخفاش..! فما هي كلمة السر؟..!

يعم العالم شعور بالرغبة الجامحة لتجاوز محنة الوباء بسلام ويتوق للعودة للحياة بشكل طبيعي رغم جراحه.

نعم العالم يتوق وبشدة للعودة لحياته الطبيعية التي سلبت منه لكنه أيضا يبدو متوجسا مترقبا فلا يوجد لديه أي تصور حول ماهية المرحلة القادمة..!

مما دعا الكثير من الإعلاميين والمثقفين لطرح تساؤلات بنكهة تشاؤمية من قبيل ماذا بعد كورونا ونحوها من تساؤلات؟

ولتعاسة وبؤس هذه المرحلة فلا يعلم أحد على هذا الكوكب متى سنخرج من هذه المحنة وماذا ينتظرنا بعدها؟!

لذلك تسعى بعض دول العالم لعبور هذه المرحلة فتحاول جاهدة الخروج من شرنقة المرض والإنكفاء والوجع والوهن وتسابق الزمن بكل مثابرة للتوصل للبلسم الشافي واللقاح الفاعل الآمن.

ولحجم ماطرأ على مختلف جوانب حياتنا من تغيرات صادمة وغير متوقعة وما لحقت بالعالم من أضرار تكاد تكون بحجم تعرض العالم لحرب عالمية مدمرة .

لذا فقد توسعت دائرة التكهنات والتساؤلات المطروحة يوما بعد آخر مما جعل البعض يتنبأ بحروب وكساد اقتصادي سيسود العالم.

ومثل هذه التحليلات والتنبؤات حتى وإن كان لبعضها أساس علمي أو منطق سليم إلا أنها تفاقم حالة الكآبة والإرباك بين الناس ولا تقدم حلولا سوى مزيدا من الكآبة والقلق.

فنحن مازلنا نرزح ونئن تحت وطأة مخالب كورونا كما ونشهد تراجعاً حادا في الاقتصاد العالمي في خضم هذا كله نجد من يظهر على وسائل الإعلام ويحدثنا عن مآلات الصراعات الدولية ويبشرنا بقرب نشوب حرب عالمية جديدة...!!

صحيح أنه من المهم أن نتهيأ لما سيطرأ على وجه العالم من تغيرات حتمية بمختلف الجوانب الحياتية ولكن السؤال الأهم هو ماذا أعددنا لما بعد أفول المرض؟

وماهي خططنا لمواجهة التحديات الناشئة في المرحلة القادمة؟

نعم هي مرحلة جديدة سنعبر إليها يوما ما نأمل أن يكون قريبا.

مرحلة ستتميز تحدياتها بمخاض عالمي صعب وخطير لا نعرف أقطابه وأجنداته لكن أولوياته المقدسة

بلا شك ولا ريب سيكون الاقتصاد والإقتصاد فقط عنوانها الفاعل وسيدها المهيمن على العالم بأسره .

إن ما فرضه كورونا على العالم لن يترك خيار مجديا للنجاة سوى التعاون والتنسيق لشن حرب بناء عالمية للنهوض بالاقتصاد العالمي المتزعزع لأن ما ستؤول إليه الخيارات الأخرى كالمواجهة العسكرية لا طاقة للعالم بها ولن يصب في مصلحة أحد وقد يرجعنا قرونا للوراء لذا فإن الأجدر هو تجنب التصادم والذهاب نحو التعاون بين دول العالم لبناء الاقتصاد العالمي والتخلي عن طموحات الهيمنة وعقدة رقم واحد ونزعة أنا ومن بعدي الطوفان فلا يهم العالم حقيقة تفوق «البرجر الأمريكي» أو الأكلات الصينية البحرية أو حتى الخفاش بقدر مايهمه العيش الرغيد وحياة تنعم بالرخاء والأمن والسلام.

لا أدري لماذا نذهب بعيدا ألا نتعض؟

ألا نتفكر..؟

ألا تكفينا دروس كورونا؟

فالعقل والمنطق وما فرضه كورونا من واقع جديد يحتم على دول العالم قلب صفحة كورونا والبدء بصفحة مدروسة من كل الجوانب بحنكة وحكمة وعمل كل ما يلزم من معالجات ضرورية وإجراء عملية «أب ديت» أو التحديثات اللازمة لكل ما يساهم للصعود الاقتصادي والنجاة وإلا فإنها ستواجه خيار «إعادة المصنع» بمعنى فقد ما لديها من مقومات والبدء من الصفر وهذا الخيار القاسي قد يدخل بعض دول العالم إلى غيبوبة اقتصادية قد تطول لزمن لا يعرف مداه.

من المؤكد أن الدول التي تتمتع بقواعد اقتصادية قوية وإدارة مقتدرة ستتمكن من الوقوف على أرض صلبة وستبني اقتصادها القوي وستحلق بكل جسارة وثقة في أصقاع العالم وسيكون لها مكانة بين الأمم وستلج العالم الجديد بكل اقتدار نعم إن كلمة السر ما بعد كورونا هي الإقتصاد.