ميلاد المهدي المنتظر
ان الحديث عن مقام النبي صلى الله عليه وآله ، أو إمام من أئمة أهل البيت ليس بالسهول والأمر اليسر، فالمقام الذي شرفهم به الله تعالى لم يعطيه لغيرهم، فهم الرحمة لأهل الارض والأمان للبشرية والتقرب لله سبحانه وتعالى، فكل ما كتب عنهم وما تحدث بشأنهم ما هو الا نقطة في بحر مكارمهم وجليل شأنهم، وسمو قدرهم، فهم الطهارة بكل معانيها والشرف بأسمى صفاته، ومكارم الأخلاق بتمامها، فيقينا ان القلم يخط الكلمات ليس للتعريف بمكانتهم فالله سبحانه هو من يعرف قدرهم، اما العبد الضعيف الذي اخدت منه الدنيا ما اخدت، وقصر في حياته ما قصر، يكتب ليتشرف ويتنظف مما اثقل به، وإلا لم وجدت الجرأة ان يكتب الظلام عن النور، فالكتابة بحقهم والقراءة ما هي الا تطهير للنفس ونور للقلب، وصفاء للروح، يدا ممدودة من ضعيف اثقل بالركون للدنيا يحتاج من ينقده من براثن ما تعلق به.
عن أبي سعيد الخُدري: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: ﴿أهلُ بيتي أمانٌ لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمانٌ لأهل السماء﴾ قيل: يا رسول الله، فالأئمّة مِن بعدك مِن أهل بيتك؟ قال: ﴿نعم، الأئمّة بعدي اثنا عشر، تسعةٌ مِن صُلب الحسين، أُمناءٌ معصومون، ومنّا مهديُّ هذه الأمّة، ألا إنّهم أهل بيتي وعترتي، من لحمي ودمي، ما بالُ أقوامٍ يُؤذونني فيهم؟! لا أنالَهمُ اللهُ شفاعتي!﴾
تصور انسان يكتب الى صاحب مقام رفيع يملك سلطة دينية او اجتماعية او عملية او غير ذلك، بخصوص شأن دنيوي، فيختار افضل العبارات رفيعة المستوى ويقدمها بأفضل حال ويمكن يقدم معها هدية تشفع له لتنال رضى وقبول من كتب له وتحضى بالرضا، فكيف تكون الكتابة الى النور في الارض النبي صلى الله عليه واله والأئمة وصاحب ألمقام الجليل الذي نحتفل بميلاده في هذه الأيام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، فقد اخد من جده صلى الله عليه واله والأئمة جل علومهم وعظمة مكانتهم ليتمم طريقهم كما كانت جل حياتهم الإصلاح، فاليوم الامام عجل الله فرجه يحمل هذه الراية المباركة راية جده وآبائه عليهم اجل التحية والسلام،.
قال عزّوجل: ﴿وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً﴾.
من اجل طهارتنا نتشرف بالكتابة ومن اجل حياة افضل علينا ان لا نغفل عن القراءة عن مقدمة المبارك ونعطيها من حياتنا ووقتنا ما تستحقه كل قدر الاستطاعة وقدر ما يتطلع له من اجر وثواب وقبول عند صاحب العصر عجل الله فرجه، فالرسول صلى الله عليه واله هو أول ما بشر به وعرف المسلمين مقامه وحث على اتباعه وانتظاره، وهكذا كانت احاديث الائمة حثا دائما بالتمسك به والسير على ما يقربنا اتجاه مقدمه المعظم، فالقرب منه ليس بالدعاء فقط رغم انه امر جليل واتصال وثيق، بل بالعمل الدؤوب لتهيأت الأرضية الملائمة للظهور، وان تنال الاعمال رضاه وقبوله وتسر قلبه.
قال رسول الله ﷺ: ﴿والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته كالانتفاع بالشمس إن سترها سحاب﴾.
فقد هيئ الامام العسكري للمسلمين لمرحلة ما بعد شهادته ظلما من قبل العباسيين، وتعريفهم الخليفة من بعده الامام المهدي ، المولود في سامراء يوم الجمعة منتصف شعبان سنة 256 هجري، امه الطاهرة الزكية نرجس بنت يشوعا بن قصير ملك الروم، وامها من ولد الحواريين، تنسب إلى شمعون وصي السيد المسيح.
روي عن رسول الله ﷺ: ﴿لو لَمْ يبقَ مِنَ الدنيا إلا يوم واحد لطوَّلَ اللهُ ذلك اليوم حتى يخرجَ رجلٌ مِنْ أُمَّتي يواطىء اسْمُهُ اسْمِي وكنيتُهُ كُنْيَتي يملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً﴾.
عندما استشهد الامام العسكري سنة260 كان عمر الامام الحجة خمس سنوات، حيث بدأت غيبته الصغرى وانتهت غيبته عام 329 هجري، كان يوجد للامام اثناء الغيبة الصغرى أربعة سفراء متتابعين والذين كانو صلة الوصل بين الامام وأتباعه فكانوا يتبادلون الرسائل ويتلقون الأوامر والتعليمات والوصاية، استمرت الغيبة الصغرى ما يقارب سبعين عاما، وبعد ذلك الوقت بدأت الغيبة الكبرى.
قال رسول الله ﷺ ﴿لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث الله رجلاً منا يملأها عدلاً كما ملئت جوراً﴾.
ارتبط مفهوم الغيبة ارتباطا وثيقا بالتاريخ الاسلامي، اذ لم تكن فكرة الغيبة وليدة وقتها بل كانت متأصلة منذ اعلان النبي صلى الله عليه واله بخروج الامام المهدي في اخر الزمان، حيث توجد حكمة تقف من ورائها، وحسب روايات اهل البيت مازال يعيش حتى يأتي الله سبحانه وتعالى بأمره ليظهر الحق ويقيم العدل على ارجاء المعمورة.
قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾.
عرف الإمام العسكري بمقامه وهو الامام المفترض الطاعة، وعرف الإمام جملة من المقربين من أهل بيته واصحابه بالإمام المهدي واعدهم أعدادا فكريا وذهنيا ونفسيا وروحيا لمرحلة من اخطر المراحل التي مرت وسوف تمر على آلامة الاسلامية، فقد ثبتت ولادته عجل الله فرجه باقرار من من والده للمقربين منه وبشهادة عمة أبيه السيدة الجليلة المشهورة بالتقى والصلاح السيدة سكينة التي حضرت الولاده المباركة، كم شهد الخلص من اتباع الامام العسكري ولادتها ومشاهدته.
صدرت منه عجل الله فرجه بعض الوصايا والتعليمات والنصائح والإرشادات وأقوال مشهورة وكلمات مأثورة وله وكلاء معروفين وسفراء معلومين، فقد كانت ولادته في السر والتعتيم بسبب ما كان يتهدد كل من الائمة من خطر القتل، فلم يبقي الظالمين من احد من أهل البيت اما شهيد بسيف او قتيلا بسم، فقد اوعنوا قتلا وظلما فقد كانو يعرفون من خلال الأحاديث بولادة الامام المهدي وغيبته، وفقدانهم السيطرة على وجوده مما يهدد بقاء سلطتهم.
فمسألة وجود الإمام عجل الله فرجه حقيقة إسلامية، ومسألة تتعلق بالدين الحنيف والعقيدة الصحيحة، بل من صميم مبادئ الدين، ليس كما يعتقد المخالفون للمنهج الصحيح والحاقدين والمحاربين للكثير من الثوابت الحقة، انها أسطورة او خيال، فما رواه النبي صلى الله عليه واله واضح وبين وقد اعترف بذلك اكثر المسلمين والقلة من تنكر او تشكك بولادته، اما منكريه هم منكري ما جاء به النبي صلى الله عليه واله حسب اهوائهم ومصالحهم وأحقادهم، فالإمام عجل الله فرجه امتداد لجده النبي الأكرم، وحافظ للقران الكريم، ومدافعا عن الدين، بشر به الرسول ﷺ في مواطن كثيرة وروى عنه الائمة في مناسبات عديدة، وتناقلته احاديث الصحابة من سمع بذلك، وأوضح وجود الإمام عجل الله فرجه.
المنكر لوجوده المبارك اليوم بكل تأكيد هم مشعلي الحروب ومحاربي الاسلام واعداء اهل البيت والتكفيريين على امتداد التاريخ حتى يومنا هذا الخنجر المسموم في الخاصرة الاسلامية هم الأداة التي تفتك بالجسد الاسلامي، ليتفرغ الاستكبار العالمي نهبا وظلما على النطاق الدولي. فالعالم يعيش عصر الجاهلية بأسم التطور والتقدم، أصبح الإسلام اليوم غريبا مبتلى.
فكما كانت حياة النبي ﷺ والأئمة رحمة للبشرية، اليوم تنعم البشرية بالوجود المبارك للامام المهدي عجل الله فرجه، هاديا ومصلحا ومرشدا لحسن العاقبة والقرب من الله سبحانه وتعالى، فوجوده من الهبات الإلهية الذي انعم الله تعالى بها على الانسانية، فكما قال رسول الله صلى الله عليه واله عنهم بأن القران الكريم والأئمة المنتجبين لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض، دليل واضح على استمرار الخط الرسالي، بوجود الامام عجل الله فرجه وسهل مخرجه،
يوم ولادتها المباركة من الأيام السعيدة كالشمس تنير الدنيا المظلمة وتشعر من حولها بالدفء والطمأنينة، لكافة البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها وأعراقها وألوانها على الارض، والبشرية يدركون اليوم الحاجة الماسة لمنقذ تتحق فيها العدالة ويكتب لها الاستقرار والطمأنينة بعد عناء المظلومية على كافة الأصعدة سواء السياسة او الاجتماعية او الاقتصادية، فطلته المباركة اليوم عنوانا جامعا للبشرية من اجل بسط الامن والسلام والعدل، تستأصل فيه معاناة الشعوب المستضعفة على النطاق العالمي، يحارب قوى الكفر والجاهلية والإرهاب السياسي والاقتصادي الذي يفتك بالإنسانية في زمن وصلت فيه البشرية من الحالة القصوى من انتهاك حقوق الانسان وانتشار الفقر والمجاعة والحروب المفتعلة، في زمن وصل التقدم التقني والتكنولوجي والتحضر المزيف الى اعلى درجاته، تنعم القلة بالعيش الرغيد وتتحكم فئة قليلة بخيرات العالم.
اليوم يبحث العالم عن منقد فالإمام عجل الله فرجه محط الأنظار ومهوى القلوب وامل الانسانية، من اجل إصلاح مادمره الانسان، وهذا هدف الأنبياء والأوصياء لإكمال المسيرة، فقد كان الحسين مشعلا للإصلاح في امة جده حاميا لقيم الدين مجاهدا في سبيل الله، نتيجة استمرار الصراع بين الحق والباطل وبين قيم الهدى وقيم الضلال كان الامام الحسين رمزا لخط الحق ومحاربة الباطل، واستمر هذا الخط في ظل وجود الامام المهدي عجل الله فرجه، ليعطي للبشرية الطمأنينة والثبات في القلوب بوجود المنقد، مما يهون المصاب ويبعث في القلوب والصبر والأمل بحياة كريمة.
قال الامام الحسين ﴿إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مُفسداً ولا ظالماً وإنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمّة جدي. أُريدُ أن آمرَ بالمعروف وأنهى عن المنكر. فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن ردّ عليَّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خيرٌ الحاكمين﴾.
يسير اليوم على خطى جده الإمام الحسين لنصرة الحق وبيان معالم الدين يستلهم من نهضة جده هداية البشرية جمعاء، فحركة الامام الحسين الذي قال عنه النبي ﷺ ﴿حسين مني وانا من حسين﴾. أرست قواعدالحركة المهدوية وتمهيدا للنهضة الكبرى على يد الامام الحجة ، من اجل مجتمع تتحقق فيه العدالة، فلولا نهضة سيد الشهداء الامام الحسين لما وصل لنا الاسلام المحمدي فقد حمى الدين وقدم نفسه من اجل الإصلاح، وهذا الدور المنتظر تحقيقه بخروج الامام المهدي عجل الله فرجه، على نطاق اوسع واشمل، مكملا رسالة النبي صلى الله عليه واله ونهضة جده الامام الحسين ، فقد كان النبي المصطفى الأكرم رجل الإصلاح الأول والذي سار على نهجه بقية الائمة ، فوحدة الهدف كانت السمة المشتركة إصلاح حال المجتمع وإقامة دولة العدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قدم الائمة أرواحهم فداء للدفاع عن مبادئ الدين، فقد حضوا بما قدموه من تضحيات عظيمة بمنزلة لا تدانيها منزلة، فقد كانت بداية الرسالة على يد الرسول صلى الله عليه واله، وامتدت عن طريق أهل بيته امام بعد أمام وصولا الى صاحب العصر والزمان، الذي بشر بالنصر ونشر العدالة في الارض.
وكاتباع إلى اهل البيت تعتبر غيبة الامام وخروجه من الثوابت، على اتباع اهل البيت جميعا الحمل الأثقل والواجب الفعال حتى يكونون من المنظرين الذي حث عليهم الائمة وواجبهم في فترة الغيبة، مراعاة ما يتوافق بالمعنى الحقيقي للانتظار بالقيام بالواجبات الشرعية على كافة الأصعدة المقترنة بالورع ومحاسن الأخلاق التي تعتبر نصرة وتهيئة لمقدمه المبارك، لا يكون الانتظار مدعاة للتراجع والانكفاء والتخاذل وانعدام الثقة واليأس والتلكوء، بل بالتمسك بالإيجابية الفعالة والبعد عن المؤثرات السلبية، فالانتظار امر حث عليه النبي صلى الله عليه واله والأئمة ، ورغبوا فيه والمنتظر الثابت على ولاية أهل البيت يتمسك بهذا الولاء مهما كانت المغريات والضغوطات، أن التمسك الفعلي بإمامة صاحب العصر عجل الله فرجه يتحقق بالاقتداء به هذا الاقتداء والقرب ترسيخ لمودة وقرب النبي صلى الله عليه واله، هذا القرب ليس فقط عاطفي ووراثي او وجداني بل مودة يتولد منها علاقة فكرية وعقيدية وعملية تنعكس على مجمل حياتنا، المودة والحب ان نشتاق ليس لشخص كشخص فقط بل بصفاته وأخلاقه وسيرته العطرة، معرفته حق المعرفة وهي من الأساسيات التي هي امتداد لمعرفة النبي صلى الله عليه واله والأئمة انوار الهدى وسفينة النجاة، ان يقوم بالوجبات الدينية والاجتماعية المناط بها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليكون منتظرا حقيقيا ينال جزيل الأجر والثواب.
فهذه الذكرى من كل عام من شهر شعبان المبارك بهذه الولادة الطاهرة ولادة الامام الثاني عشر من أئمة اهل البيت مهدي الأمة، هذه المناسبة الغالية والعزيزة على قلوب اهل الحق والطريق المستقيم تهوى لها القلوب، تعم ارجاء الدنيا نسمات وعبق هذه المناسبة، هذا اليوم من ايام الله سبحانه وتعالى، يعم فيه الفرح والسرور على قلوب المسلمين، والحزن والكآبة على قلوب المخالفين واعداء الدين، مما روي عن النبي صلى الله عليه واله، يملأ الارض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا. مبشرين بقسطه وعدله، ونشره لقيم الحق والفضيلة، مسوقين لاستقباله ونصرته، والدعاء له، فالعالم اليوم يعيش اسوء حالاته من ظلم وفقر ومجاعة وتهجير وحروب عبثية تزهق النفوس البريئة، ودمار، فقد جربت البشرية في عمرها الطويل الكثير من الايدلوجيات التي لا تعد ولا تحصى، والأوضاع تتجه الى الأسوء.
نزف أسمى التهاني وأجمل التحايا واعطر التبريكات لمحمد وال محمد والى اتباعهم ومحبيهم وللأمة الاسلامية جمعاء، بمولد مهدي الزمان والخلف الحجة القائم العدل المنتظر بقية الله في ارضه أمل المستضعفين، السلطان الأعظم والإمام الأكرم، نور الله وسراجه، المنزه بالعصمة، حجة الله على العالمين، سفينة النجاة، وشرف الكائنات، النهج القويم، صاحب الوجه الأغر، النور الأزهر، ارواحنا لتراب مقدمه الفداء، جعلنا الله واياكم من اتباعه وانصاره، ويحفظ اتباع اهل البيت عليهم في كل مكان مما يتربص بهم وما تحاك من الفتن حولهم.
فالسلام والتحية للمحضره المقدس، اخر الأقمار الطاهرة، بقية الله ارواحنا فداه وان يعجل الله فرجه المبارك.
﴿الهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلوآتك عليه وعلى آبآئه في هذه السآعه وفي كل سآعه ولياً وحآفظاً وقآئداً ودليلاً وعلينآ حتى تسكنه أرضك طوعآ وتمتعه فيهآ طويلآ برحمتك يآ أرحم الراحمين﴾.