آخر تحديث: 6 / 12 / 2024م - 2:22 م

مزاجك اليومي

ياسين آل خليل

مع إشراقة كل يوم جديد، أنت لديك خيار، إما أن تواجه يومك بروح يملؤها الخوف، أو روح يملؤها الحماس والإثارة. الخيار خيارك في أن تكون مندفعًا، تتطلع إلى ما ينتظرك من هبات، أو خاملًا مهزوزًا تخشى ما سيحدث لك من مفاجآت.

قد تشعر في الكثير من الأحيان، كما لو أن الأمر كذلك، لكن أؤكد لك من تجربتي الخاصة المتواضعة، أن هذه هي الحقيقة كما هي، أو كما فهمتها وعاصرتها، حيث أنه يمكنك اختيار الكيفية التي تبدأ بها يومك، وأنه يمكنك أن تأخذ تلك الكيفية وتطبقها فيما تبقى من ساعات.

عندما تكون حاضر الذهن، تعلم فيما تفكر، وما تشعر به في أي لحظة من اللحظات، فإنك تكتسب الثقة والقدرة والتأثير على نفسك وحالتك المزاجية. ما أن تكون حاضرًا لحظة بلحظة، فإنه بإمكانك القول، إذا ما كنت جديرًا فعلا بأن تختار لنفسك قضاء يوم ممتع، أو أن تخفق في تقديرك وتحوله إلى يوم تعيس، لا سمح الله.

عندما يأخذك تفكيرك الى الوراء، الى الأشياء التي مرت عليك بالأمس القريب، فإنك تشعر من تلقاء نفسك بخيبة أمل أو ضيق أو مشاعر سلبية. أنت عندما بدأت في الإنصات إلى ذلك المونولوج المستمر في رأسك، بدأت في التقاط هذه الأفكار والمشاعر المزيفة والتي ليس لها مكان من الصحة في شيء.

لهذا، من الأهمية أن لا تكون منحازًا لما يدور بخلدك، وأن تهيئ نفسك بأن تكون لديك الدراية والقناعة والقدرة الذاتية على النظر إلى الأمور بروية. عندما تتواصل بشكل أفضل مع أفكارك ومشاعرك الخاصة، فإن الضبابية من شأنها أن تنجلي، وتبدأ الأشياء تتضح على حقيقتها. هذا يعتبر دليلاً دامغًا على صوابيتك في رؤية الأشياء، ومن زوايا مختلفة لا من زاوية يتيمة. هذا يجعلك أكثر حكمة واستقرارًا وطمأنينة للنتائج المستخلصة، والتي في نهايتها تصب في تحسين مزاجك العام.

اتخذ قرارًا من هذه اللحظة، بأن لا تخوض في الكثير من الأخبار والتساؤلات والشكوك في نوايا الغير، لأنها في الأخير تحبطك وتثير غضبك وتزعجك. مع ذلك، ما زلت تحتاج إلى لعب دور فاعل في عالمك الخاص، لإحداث فرق يُعتّد به، يغير تلك الكيفية التي تستقبل فيها كل يوم من أيام حياتك.

عندما تتوجه بالشكر للآخرين على ما يقدموه من عطاءات، فإنك بدورك هذا تفتح الكثير من أبواب الخير لنفسك ومن حولك. الإمتنان هو أحد أقوى الأدوات التي يمكنك امتلاكها، ما أن تُفعّله في الوقت المناسب حتى ترى بأم عينك، أن الأشياء من حولك تبدأ تأخذ طابعها الإيجابي. الفرضية الكونية لوعيك، وحضورك الذهني، من شأنه أن يمنحك المزيد من التحكم والتأثير في ذاتك، مما ينعكس إيجابا على مزاجك اليومي، والذي يُفترض أن يعني لك الكثير.