آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 9:36 ص

الدورات التدريبية.. لنربح!!

مريم آل عبد العال *

لكي تحصد من هذا العصر في التطور الذي وصلت له العلوم الحديثة والتقنيات المتقدمة وتتثقف من الحضارات، لا بد أن تسلك أحد مسلكين أو كلاهما معاً. اقرأ كتاباً أو استقي من تجارب الآخرين، وفي صدد المسلك الأخير فجالس عجوزاً أو احضر دورة تدريبية، وما أكثرها اليوم، ولكن أيها ستختار؟ وماهو هدفك منها؟. فلابد أن تعرف مسارك إليها وأهميته، فلا حاجة لتضييع الوقت وشغل مقاعد كان يحتاجها آخرين أكثر منك.

توجد أمور عدة تحصدها من الدورات التدريبية تقنعك بأهميتها. فهي تعطك معارف تعرف بها نفسك، وتجعل لديك القدرة على تحليل محيطك وفهم واقع الحياة التي تعيشها، أو تزودك بما يطور في مهنتك ومستقبلك، أو ما يزرع في حاضرك بذرة تجني منها ما يغنيك آجلاً. والغنى بذلك سلكه الناجحون وهو ما يجعلك تختر الخوض فيها.

ولابد حين اختيار الدورة أن تكون متناسبة لأحد أهدافك. فلا يمكن أن تسجل في إحدى الدورات التي يكون مستواها أعلى من مدى استيعابك أو ثقافتك، فلا أحد يتمنى أن ينتابه النعاس وسط محاضرة لا تتصادم مع أفكاره أو تنميها، لذا توجد دورات لابد من سلسلة دورات تخلفها، أو مؤهلة لمهن معينة أو مجالات خاصة، مع مراعاة مكانها وزمانها ضمن جدولك وموقعك. ومن ذلك ستتمكن من إدارة وقتك وإدارة أولوياتك.

وعلى ذلك فإن التدريب يجعلك دائم الاتصال مع ما يحدث في العالم. لكي تسعى لمواكبة التطورات العلمية في شتى المجالات التي تهمك، وتساعدك على تطوير نفسك في الحقل الذي تعمل فيه. فهناك أمور تغيرت عن ذي قبل وبذلك تواكب أيضاً احتياجات العصر. وحينما ترفض الجديد ولا تخترقه لتفهمه فهذا كمدلول قول أمير المؤمنين : «الناس أعداء ماجهلوا».

إنها على جوانبها النفسية والاجتماعية والمهنية تفيد شتى الشركات والمؤسسات. فالبعض اليوم يهتم بالجانب الفني فيبعثون موظفيهم إلى دورات تصقل مهاراتهم الفنية ويغفلون الجانب النفسي الذي يقوي علاقاتهم مع العملاء والزملاء، ولا نُغفل الجانب الذهني والجسدي والذي يضفي على جو العمل السرعة والسلاسة واحراز التقدم المرغوب. فالتدريب يؤخذ على كل الجوانب لا يترك أمر عن آخر ويُفضِل.

إن مسؤولية التدرب ليست إلا لتطوير القيادة الإنسانية للذات ثم المجتمع. واختيارها يدفع بالأمة لكي تكون حضارية ومتقدمة، فتسعى المؤسسات والمجموعات التطوعية في القطيف لكي تؤهل منتسبيها على جميع الأصعدة، فكل بذرة تزرع فيهم سيجنون بعدها النجاح فيما يبنون وينمون على هذه الأرض الطيبة، فهي مهمة تؤخذ باعتبارها لنجاح المشاريع وانتظام العمل، ولتجربة الجديد واكتساب الخبرات. فمن سعى للخير ومصلحة الاخرين سعى لخير نفسه وصلاح الأمور.

كاتبة صحفية - إعلامية وناشطة في مجموعة قطيف الغد