76 مليون نخلة تحت المجهر.. والشرقية تقود حرب «السوسة»
كشف المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها ”وقاء“ عن تنفيذ عن فحص أكثر من 76 مليون نخلة، في تحرك استباقي واسع النطاق يهدف لمحاصرة ”سوسة النخيل الحمراء“ وحماية الهوية الزراعية للمملكة.
وكشفت نتائج المسح الميداني الشامل عن رصد إصابة 204 آلاف نخلة، تعاملت معها الفرق المختصة باحترافية عالية، حيث نجحت في إنقاذ وعلاج 150.5 ألف نخلة باستخدام تقنية ”الفوسفين“، مما يعكس كفاءة برامج المعالجة الكيميائية المعتمدة.
ولجأ المركز إلى أساليب علاجية ميكانيكية دقيقة لمعالجة 20 ألف نخلة أخرى عبر تقنيات ”الكشط والحقن“، في حين اضطرت الفرق لإزالة 1676 نخلة فقط، وهو رقم ضئيل مقارنة بحجم الفحص، مما يشير إلى سرعة الاستجابة والسيطرة قبل تفاقم الضرر.
وتصدرت المنطقة الشرقية خارطة الجهود الوقائية، مستحوذة على النصيب الأكبر من عمليات الفحص بإجمالي قارب 18 مليون نخلة، لتكون بذلك خط الدفاع الأول، تلتها منطقة الرياض التي سجلت فحص نحو 13.7 مليون نخلة في مزارعها المترامية.
وجاءت منطقة المدينة المنورة في المرتبة الثالثة بفحص تجاوز 10.6 مليون نخلة، تبعتها منطقة حائل بنحو 8.6 مليون نخلة، ثم القصيم بـ 8.1 مليون نخلة، بينما توزعت بقية الأرقام على مختلف مناطق المملكة، وكان أقلها في منطقة الباحة.
وأثمرت هذه الاستراتيجية الدفاعية عن خفض نسبة الإصابة بسوسة النخيل الحمراء على مستوى المملكة إلى رقم قياسي بلغ 0.27% فقط، وهو مؤشر قوي على نجاح خطط السيطرة والاحتواء لهذه الآفة التي قد تسبب خسائر كلية للمحصول إذا أهملت.
ودعم المركز عملياته الميدانية بإطلاق مشروع تطبيقي لتقنية كشف مبكر معتمدة دولياً، تعمل بمثابة نظام إنذار ذكي للتعرف على الإصابات في مراحلها الأولية غير المرئية، مما يرفع كفاءة المكافحة ويقلل الهدر في الموارد الزراعية.
وتجسد هذه الأرقام المليونية جهوداً وطنية حثيثة لضمان استدامة الإنتاج الزراعي، حيث يواصل ”وقاء“ تطوير أدواته ورفع وعي المزارعين، مؤكداً أن الحرب على الآفات مستمرة لحماية الأمن الغذائي والثروة النباتية في المملكة.













