آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:57 ص

«ذاكرة بلا ساعة».. لماذا يعجز الذكاء الاصطناعي عن معرفة الوقت الفعلي؟

جهات الإخبارية

كشف تقرير تقني حديث عن قصور بنيوي في نماذج الذكاء الاصطناعي، وفي مقدمتها ”ChatGPT“، يمنعها من إدراك الوقت الفعلي أو تحديد التاريخ بدقة ذاتية.

وأشار ذلك إلى غياب ساعة النظام الداخلية وعدم الاتصال المستمر ببيانات الزمن الحية، مما يجعل هذه النماذج مجرد معالجات للنصوص تفتقر إلى الحس الزمني المباشر بالعالم الخارجي.

وشبّه الخبير في الروبوتات والذكاء الاصطناعي، ييرفانت كولباشيان، وضع هذه النماذج بشخص محبوس داخل مكتبة معرفية ضخمة لكنه لا يرتدي ساعة يد.

وأوضح أن التصميم اللغوي البحت للنموذج يجعله بارعاً في استحضار المعلومات ولكنه ”أعمى“ زمنياً، حيث يتطلب دمج ساعة داخلية تعقيدات تقنية تفوق مجرد إضافة عداد زمني.

وأرجع التقرير هذا العجز إلى طبيعة عمل ”نماذج اللغة الكبيرة“ التي صممت للتنبؤ بالنصوص بناءً على بيانات سابقة ثابتة، وليست مصممة لاستشعار المتغيرات اللحظية، محذراً من أن محاولة إقحام مصدر زمني دائم داخل بنية النموذج قد تؤدي إلى تشويش خطير في ”نافذة السياق“ المسؤولة عن معالجة الأوامر.

وبيّن الخبراء أن التحديث المستمر للوقت داخل النموذج يتسبب فيما يُعرف تقنياً بـ ”الضجيج السياقي“، وهو خلل يؤدي إلى تشتيت قدرة الذكاء الاصطناعي وتقليل دقة إجاباته في المهام المعقدة الأخرى، مما دفع الشركات المطورة إلى جعل هذا ”الجهل الزمني“ خياراً تصميمياً متعمداً للحفاظ على كفاءة المعالجة.

واستدرك التقرير بالإشارة إلى وجود حلول بديلة ومؤقتة، حيث تتيح بعض الإصدارات المتقدمة الالتفاف على هذا القصور عبر منح أذونات البحث المباشر في الإنترنت، مما يمكن النموذج من ”جلب“ التوقيت وليس ”معرفته“، ليظل الاعتماد على الساعات التقليدية هو الخيار الأكثر موثوقية بعيداً عن التقديرات الرقمية.