آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 9:11 ص

كلمة الحوزة يلقيها السيد المنير

فؤاد الحمود *

تُعد الحوزة العلمية في حاضرة النجف منذ تأسيسها على يد الشيخ الطوسي ”قدس سره“، وانتقاله إليها بعد اضطرابات بغداد في العام 448 هـ وحتى هذا الوقت، من أكبر الحواضر العلمية في عالم التشيع، على رغم بعض الظروف القاهرة التي مرت بها، واضطرتها للانتقال إلى مدن أخرى، إلا أنها ما تلبث أن تعود إلى أحضان أمير المؤمنين .

ومن الشخصيات العلمية التي كان لها تأثير بارز في النقلة الأصولية: الميرزا محمد حسن النائيني ”قدس سره“، والذي يُعد أحد أبرز أساطين النجف وأستاذ مجتهديها.

فقد تتلمذ على يد كبار العلماء والمراجع في عصره، ومن أبرزهم: الميرزا محمد حسن الشيرازي «الشيرازي الكبير»، والملا كاظم الخراساني «الآخوند الخراساني»، والسيد إسماعيل الصدر، رحمهم الله تعالى.

فبعد وفاة أستاذه الملا كاظم الخراساني، أصبح المدرس والمرجع الأبرز، كما انتقلت إليه رئاسة الحوزة العلمية في النجف؛ وذلك بعد رحيل الميرزا محمد تقي الشيرازي ”قدس سره“.

له الكثير من المؤلفات والمصنفات التي تدين له بها الحوزة العلمية على المستوى الفقهي والأصولي، وله جانب من التميز في الفقه السياسي؛ والمتمثل في كتابه ”تنبيه الأمة وتنزيه الملة“.

انتقل إلى الرفيق الأعلى في السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة 1355 هـ في بغداد، ونقل جثمانه ليوارى في الصحن العلوي المطهر.

وفي أيامنا هذه، وبالتحديد في يوم الخميس 27/11/2025 م، بدأت حوزة النجف أعمال المؤتمر الدولي للمحقق النائيني ”قدس سره“، والذي نظمته العتبتان الحسينية والعباسية، وبالتعاون مع الحوزات العلمية في العالم الإسلامي بالنجف الأشرف وقم المقدسة ومشهد المقدسة.

حظي افتتاح المؤتمر بإزاحة الستار عن موسوعته العلمية، والتي تضم تراث المحقق النائيني في «40» مجلدًا، تحت مجموعة من العناوين والمحاور؛ منها محور التجديد الفقهي والأصولي، ومحور الأبعاد المعنوية، وذلك عبر جملة من الجلسات العلمية.

وقد استعرض المؤتمر توصيات المرجعية العليا المتمثلة بالإمام السيستاني دامت بركاته.

ومن الجدير بالذكر، أنه ورغم الزخم الكبير من العلماء في حوزة النجف الأشرف، ومن مختلف الجنسيات؛ إلا أن القطيف حظيت بأن تكون لها كلمة الحوزة العلمية، والتي ألقاها سماحة آية الله السيد منير الخباز دام مؤيدًا.

هذا الاحتفاء بالسيد منير يكشف المستوى العلمي لسماحته، على الرغم من وجود جملة من أهل الفضل من المنطقة أو غيرها الذين يقومون بتدريس الخارج في النجف، فهذا الاعتناء له دلالات واضحة على أن هذه الشخصية تستحق أن توضع في المكان المناسب في المحافل العلمية.

أصبح السيد منير مهوى أفئدة طلاب العلم في النجف المتعطشين للعلوم الدينية المختلفة؛ فهو المتميز بغزارة علمه في الفقه والأصول والحديث والتفسير والكلام والفلسفة عبر دروسه في النجف التي تشهد على ذلك.

فالسيد منير يقدم دروس البحث الخارج التي تتناول موضوعات عميقة ومتخصصة، لذا يعد درسه من المستويات المتقدمة والعالية للغاية.

حفظ الله الحوزات العلمية ومراجعها وأساتذتها وأدام بركاتهم.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أحمد السيد رضا
[ طيبة الطيبة ]: 30 / 11 / 2025م - 8:59 ص
هنيئاً للقطيف ولنا وللحوزة بهذه الشجنة المحمدية العلوية الفاطمية الحسنية الحسين "تبارك الله أحسن الخالقين" والواهبين.