بانَتْ خُطاكَ…
بانَتْ خُطاكَ…
رؤيا التحول ووهج الانبثاق
بانَتْ خُطاكَ وكُلُّها أَسْرَارُ
وانْفَضَّ مِن هذا الهَوَى إعصارُ
بانَتْ خُطاكَ على المدى نهراً جرى
نبضاً بِنَبْضِي، وَالرُّؤَى مِضْمَارُ
وتَرَقْرَقَتْ فِي خَافِقِي أَلْحَانُهَا
وَتَرَاقَصَتْ، وتماسَكَ المنهارُ
وتَفَتَّحَتْ فِي عَالَمِي أَبْوَابُهَا
وَتَصَاعَدَتْ فِي نَسْغِهَا الأَدْوَارُ
وتَجَرَّدَتْ عن كَبْتِها أَنْفَاسُهَا
وَتَمَوْسَقَتْ فِي خِفَّةٍ أوتارُ
وَتَشَكَّلَتْ فِي مَدِّهَا رُؤْيَا الهَوَى
حَتّى اسْتَبَانَ على الصَّدَى إِضْمَارُ
وَزَهَتْ على طَلْقِ الصَّفَا آفاقُهَا
وَعَلا عَلى سَكَنَاتِهَا تَذْكَارُ
وتكشَّفَ المَكْنُونُ مِنْ أَعْمَاقِهَا
وَبدا كصُبْحٍ في عَمٍ إسْفَارُ
وتراكَضَتْ فِي مَدِّهَا أَطْيَافُهَا
وسما بنَفْسِ مُحَطَّمٍ إِكْبَارُ
وتَخَالَجَتْ فِي صَوْنِهَا أَصْدَاؤُهَا
وتَراجعتْ عَنْ مُبْرَمٍ أَقْدَارُ
وَتَجَمَّعَتْ… والكونُ يَحْمِلُ قَلْبَهَا
وتآلفتْ بعدَ النَّوَى الأَفْكَارُ
وانْدَاحَ مِنْ وَدَقِ الحَيَاةِ رَجاؤُهَا
حَتّى تَجَسَّدَ فِي المَدَى إِبْهَارُ
وَشَدَتْ عَلَى وَتَرِ الحَنَايَا رِقَّةٌ
وانْسَابَ بَعْدَ تَحَجُّرٍ قَيْثَارُ
ومضى يشقُ الدَّربَ عزماً خائفٌ
وكأنَّهُ في سُرعةٍ تَيَّارُ













