آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 2:11 م

دراسة: القهوة «منجم» مركبات يحمي من أمراض العصر

جهات الإخبارية

دعت مراجعة علمية حديثة نشرتها دورية ”Frontiers of Nutrition“ إلى إعادة تصنيف القهوة جذرياً من مجرد مشروب منبه إلى ”تدخل غذائي علاجي“.

وكشفت عن منظومة معقدة من التفاعلات الجزيئية التي يحدثها البن في جسم الإنسان، والتي تمتد من حماية الدماغ والأعصاب إلى ضبط مستويات السكر وتعزيز المناعة، مما يضع القهوة في مصاف الأغذية الوظيفية المتكاملة.

وسلطت الدراسة الضوء على التاريخ العريق للقهوة الذي بدأ من الأديرة اليمنية في القرن الخامس عشر، ليتحول اليوم إلى صناعة عالمية يتجاوز إنتاجها 10 ملايين طن سنوياً، حيث تستحوذ حبوب ”الأرابيكا“ على نصيب الأسد بنحو 70% من السوق العالمية.

وقسم العلماء المكونات الفعالة في القهوة إلى أربع مجموعات حيوية تعمل بتناغم مذهل، تشمل القلويدات مثل الكافيين، والبوليفينولات وعلى رأسها أحماض الكلوروجينيك، إضافة إلى التربينات الثنائية، ونواتج تفاعل ”ميلارد“ التي تظهر أثناء التحميص.

وأكد الباحثون أن هذه المركبات لا تعمل بشكل منعزل، بل تشكل شبكة تفاعلية معقدة تؤثر بشكل مباشر على مسارات الأكسدة والالتهابات في الجسم، مما يمنح القهوة قدرة فريدة على حماية الخلايا العصبية وتنظيم العمليات الأيضية.

وأوضحت المراجعة أن الكافيين يمارس دوراً مزدوجاً عبر تثبيط مستقبلات الأدينوزين وإنزيمات محددة، مما يعزز الوظائف الإدراكية ويقلل مخاطر الإصابة بمرض باركنسون، مشيرة إلى أن هذا التأثير الوقائي للأعصاب يرتبط حصرياً بالقهوة المحتوية على الكافيين وليس منزوعة الكافيين.

وكشف العلماء عن دور حيوي لحمض ”5-CQA“ الموجود بوفرة في القهوة، حيث ينشط المسارات الدفاعية للجسم ضد الإجهاد التأكسدي ويساهم في ضبط سكر الدم، إذ يحتوي الكوب الواحد على كميات مركزة تصل إلى 121 مليجراماً من هذه الأحماض النافعة.

وفيما يخص صحة القلب والكبد، بينت الدراسة أن مركبات ”الكافيستول“ تمتلك خصائص مضادة للسرطان، لكنها نبهت إلى احتمالية رفعها للكوليسترول الضار ”LDL“ في حال شرب القهوة غير المصفاة مثل القهوة التركية والفرنسية.

وتناولت الدراسة تأثيرات التحميص، موضحة أنه ينتج مركبات ”الميلانويدات“ المفيدة لمنع أكسدة الدهون، لكنها حذرت من أن التحميص الداكن جداً قد يرفع نسب مادة ”الأكريلاميد“، وإن كانت لا تزال في الحدود الآمنة تنظيمياً.

واختتم الفريق البحثي توصياته بضرورة تبني نموذج بحثي جديد ينظر إلى القهوة ككل متكامل، مؤكدين أن التآزر بين مكوناتها هو السر وراء فوائدها العلاجية التي قد تغير مفاهيم الطب الوقائي لأمراض العصر المزمنة.