«ولد النخلة».. ألوان الرطب تكسر «الفحم» وتوثق التراث في «عِذق»
خطفت الفنانة التشكيلية زهرة الشناف الأنظار في النسخة الثانية من معرض ”عِذق“ للفنون البصرية، مقدمة تجربة فنية مغايرة عبر لوحتها اللافتة ”ولد النخلة“ التي وثقت ألوان الرطب الأحسائي بأسلوب يمزج بين حيوية المشهد وعمق التراث المحلي.
وعمدت الشناف في هذه المشاركة إلى كسر نمطها الفني المعتاد القائم على الرسم بالفحم الأسود، متخذة قراراً فنياً جريئاً بالانتقال إلى الألوان الصريحة، لتتناغم فرشاتها بدقة مع شعار المعرض ”تراث وحضارة النخلة“ وتبرز الهوية البصرية للأحساء.
وتصدرت المشهد التشكيلي في عملها ثلاث حبات من الرطب الملون وُضعت بذكاء في مقدمة اللوحة، لتشكل العنصر البصري الرئيس الذي يختزل فلسفة المعرض ويربط المتلقي فوراً بذاكرة النخيل ومواسم الحصاد التي تشتهر بها المنطقة.
وتضمنت مشاركة الشناف لوحتين بقياس 40×40 سم، صورت الأولى مشهداً حياً مفعماً بالحركة لطفل يتسلق جذع النخلة بمهارة لجني الثمار، في حين جسدت اللوحة الثانية سلة ممتلئة بالرطب، معتمدة على التكرار اللوني بين العملين لترسيخ الفكرة في ذهن المتلقي.
وأشارت الفنانة إلى أن توظيف الألوان المشتقة من الطبيعة الزراعية للأحساء لم يكن محض صدفة، بل جاء تعبيراً عن التلاحم بين الإنسان وبيئته، حيث يعكس تسلق الطفل للنخلة تلك العلاقة الأزلية بين المزارع الأحسائي وأرضه المعطاءة.
يُذكر أن معرض ”عِذق“ دشن فعالياته في التاسع عشر من نوفمبر الجاري برعاية المهندس أحمد المطر، رئيس بلدية المبرز ومدير مكتب التراث العالمي، ويستمر في استقبال زواره بمقر جمعية الثقافة والفنون بالأحساء حتى الثالث من ديسمبر المقبل.
