لعشاق الفلك: استيقظوا مبكراً.. حدث كوني مزدوج يزين سماء الفجر
كشف رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن سماء المملكة ستكون مسرحاً لحدث فلكي لافت في الساعات الأخيرة من فجر يوم الجمعة 21 نوفمبر، يتمثل في رصد ظاهرة ”عبور الظل“ المزدوج، حيث تعبر ظلال قمرين من أقمار كوكب المشتري العملاق فوق قمم سحبه في توقيت واحد.
وأوضح أبو زاهرة أن هذا العرض السماوي سيبدأ عند الساعة الرابعة وتسعٍ وعشرين دقيقة فجراً، ويستمر حتى السادسة وثمانٍ وثلاثين دقيقة صباحاً، حيث سترتسم ظلال القمرين ”آيو“ و”كاليستو“ كبقع سوداء صغيرة تتحرك ببطء وثبات فوق قرص المشتري المضيء، مما يتيح للراصدين متابعتها بوضوح عبر التلسكوبات المتوسطة.
وبين رئيس فلكية جدة أن هذه الظاهرة الدقيقة تحدث نتيجة وقوع الأقمار الكبيرة في خط مستقيم هندسي بين الشمس والكوكب، مما يؤدي إلى إسقاط ظلالها الحادة على الغلاف السحابي العلوي للمشتري، مستفيدة من سطوعه الشديد والمسافة الشاسعة التي تجعل أشعة الشمس تسقط بشكل شبه متوازٍ لترسم حدود الظل بدقة.
وأشار المهندس ماجد إلى وجود ”بصمة بصرية“ فريدة تميز ظل كل قمر عن الآخر، فظل القمر ”آيو“ القريب وسريع الدوران يظهر صغيراً وشديد القتامة، بينما يبدو ظل ”كاليستو“ الأبعد بحجم أكبر نسبياً ولكن بدرجة قتامة أقل، نتيجة تفاوت المسافات التي تُلقى منها الظلال على سطح الكوكب.
ونوه أبو زاهرة بالقيمة العلمية الكبيرة لهذه الظواهر التي تتجاوز مجرد المتعة البصرية، إذ يعتمد عليها علماء الفلك كأداة معيارية لقياس مدارات الأقمار بدقة متناهية، وتحليل ارتفاع السحب عبر مراقبة تغير شدة الظل، مستذكراً دورها التاريخي في إثبات نظريات غاليليو حول مركزية الكون وتطوير مفاهيم التوقيت الفلكي.
ونصحت الجمعية الفلكية الهواة والمهتمين الراغبين في رصد الحدث باستخدام تلسكوبات لا يقل قطرها عن 80 ملم مزودة بقوة تكبير تصل إلى 150 مرة، لضمان رؤية تفاصيل الحركة بدقة، مؤكدة أن المشهد يجسد تفاعلاً حياً وديناميكياً لنظام ”جوفياني“ المتكامل الذي يجمع بين الجمال البصري والفائدة العلمية.
