خبيرة تحذر.. ساعات اللعب الطويلة تؤدي للعزلة والتواصل المشبوه
حذرت أخصائية الطفولة، الدكتورة سارة العبد الكريم، من التداعيات السلبية الخطيرة لقضاء الأطفال ساعات طويلة ومفتوحة أمام الألعاب الإلكترونية.
وأكدت أن تجاوز الحدود الطبيعية للاستخدام يقود حتمًا إلى مشكلات عميقة في مهارات التواصل والتوازن العاطفي، فضلاً عن احتمالات الدخول في دائرة العزلة الاجتماعية.
وأوضحت العبد الكريم أن التوازن المنشود في استخدام الأجهزة يجب أن يكون كميًا وكيفيًا في آن واحد. وانتقدت ما أظهرته بعض التقارير عن قضاء أطفال ما بين 5 إلى 10 ساعات يوميًا على الأجهزة، واصفة هذا المعدل بأنه ”خارج الإطار الصحي“ تمامًا.
وأشارت إلى أن التوصيات العالمية، ومنها توصيات أكاديمية طب الأطفال الأمريكية، تضع سقفًا لا يتجاوز ساعتين يوميًا لوقت الشاشة.
وشددت الأخصائية على أن نوعية الألعاب والمحتوى الذي يتعرض له الطفل لا يقل أهمية أو خطورة عن مدة الاستخدام.
ونبهت إلى أن تواصل الأطفال مع أشخاص مجهولين داخل بيئة الألعاب يمثل خطرًا داهمًا، كونه يفاقم من عزلة الطفل اجتماعيًا ويفتح الباب على مصراعيه للتواصل مع أطراف قد تشكل تهديدًا مباشرًا لسلامته.
وألقت العبد الكريم بالمسؤولية الكبرى على عاتق الأسرة، مؤكدة على ضرورة الرقابة الفعالة والمتابعة المستمرة.
وشددت على أنه لا يمكن تسليم الأجهزة للأطفال بشكل مطلق دون معرفة دقيقة بما تحتويه، ومن يتواصلون معهم.
وطالبت بضرورة وضع اتفاق أسري واضح ومحدد المعالم حول مدة الاستخدام، والأوقات المسموح بها، ونوعية الألعاب المتاحة.
وأكدت أن مخالفة الطفل لهذه الاتفاقات يجب أن يُقابل بإجراء حازم، يتمثل في إبعاد الجهاز لفترة زمنية محددة. وأوضحت أن هذا الإجراء يُعد ”قرارًا تربويًا“ ضروريًا لتقويم السلوك، وليس مجرد ”عقاب“ عابر.
وخلصت الدكتورة العبد الكريم إلى أن القرب من الأطفال، والمراقبة الواعية، والاتزان في السماح بالاستخدام، هي المفاتيح الحقيقية لحماية الأبناء من الآثار السلبية المتنامية للألعاب الإلكترونية.













