آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 3:54 م

لمرضى الاكتئاب.. تجنب هذا المشروب الشائع قبل العلاج فوراً

جهات الإخبارية

كشفت أبحاث حديثة عن آلية بيولوجية دقيقة تقف خلف فعالية علاجات الاكتئاب المتقدمة، مما يسلط الضوء على تداخل محتمل ومثير للجدل مع عادات يومية شائعة، وعلى رأسها استهلاك الكافيين.

ووفقًا للنتائج، فإن العلاجات المبتكرة مثل الكيتامين والعلاج بالصدمات الكهربائية ”ECT“، المخصصة للحالات المقاومة للأدوية، تحقق تأثيرها السريع المضاد للاكتئاب عبر زيادة مستويات جزيء ”الأدينوزين“ في مناطق دماغية محددة.

يأتي هذا الاكتشاف في سياق تحدٍ صحي عالمي، حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الاكتئاب يؤثر على نحو 332 مليون شخص، أو ما يقارب 5.7% من البالغين حول العالم، ويواجه الكثير منهم صعوبة في الاستجابة للعلاجات التقليدية.

وأوضحت الدراسات أن الكيتامين وهذ العلاجات تعمل عن طريق تحفيز تدفقات الأدينوزين في مناطق حيوية كالقشرة الجبهية الأمامية الوسطى والحصين. ويلعب هذا الجزيء دوراً محورياً في تنظيم المزاج، بالإضافة إلى وظائف أخرى كضغط الدم ومعدل ضربات القلب.

وهنا تبرز ما أطلق عليه الباحثون ”مفارقة القهوة“. فمن الثابت علمياً أن الكافيين يعمل كحاجب لمستقبلات الأدينوزين، مما يقلل نشاطه. لكن المفارقة تكمن في أن دراسات سابقة أظهرت أن الاستهلاك المنتظم للقهوة قد يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب على المدى الطويل.

ورغم هذا التأثير الوقائي المحتمل للقهوة، إلا أن تداخلها المباشر مع آليات العلاج يثير القلق. وفي هذا السياق، أوصت الدكتورة ما لي وونغ، وهي طبيبة نفسية ومؤلفة مشاركة في أبحاث الأدينوزين، بضرورة النظر في نمط حياة المريض قبل بدء الجلسات.

واقترحت وونغ أن تجنب الكافيين لمدة 24 ساعة قبل تلقي العلاج بالكيتامين أو العلاج بالصدمات الكهربائية قد يكون إجراءً مساعداً لتعزيز فعالية العلاج وضمان تحقيق أقصى استجابة ممكنة.

وشددت الخبيرة على الحاجة الملحة لمزيد من الدراسات لتحديد التأثير الدقيق لجرعات الكافيين على هذه العلاجات، بالإضافة إلى أهمية استكشاف علاجات مستقبلية تعمل بانسجام تام مع مسارات إشارات الأدينوزين.

وتفتح هذه النتائج الباب لفهم أعمق للتفاعل بين نمط الحياة وفعالية العلاجات النفسية المتقدمة، مؤكدة أهمية العوامل الفردية، مثل الجينات ومعدلات الأيض، في تصميم بروتوكولات علاجية أكثر دقة وأماناً لملايين المرضى.