آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:21 ص

علي خُطى الإخلاص والتميّز… مسيرة الدكتور محمد العيثان في تطوير التعليم الطبي بالأحساء

في سجلّ العطاء الوطني، تبرز أسماء صنعت الفرق، ورفعت مستوى المعرفة، وتركت بصمات لا تُمحى في الوجدان المهني والتعليمي. ومن بين تلك النخب اللامعة يقف الدكتور محمد بن أحمد العيثان شامخًا، يحمل رسالة الطب بروح المربّي، ويقود نهضة التعليم الطبي في الأحساء بوعيٍ، وإخلاصٍ، ورؤية تطويرية متينة.

لقد شكّل خلال مسيرته الممتدة لأكثر من عقدين، علامة فارقة في طب الأسرة والتعليم الطبي، فجمع بين الخبرة الإكلينيكية، والبصيرة التعليمية، والقدرة القيادية التي بنت أجيالاً من الأطباء، وأسهمت في ترسيخ جودة الرعاية الصحية في المنطقة الشرقية.

الدكتور محمد بن أحمد العيثان… الطبيب القائد، والمعلم الملهم:

لم يكن مجرد طبيب يمارس المهنة، ولا مدرّبًا يقدّم محاضرة، بل كان — وما يزال — نموذجًا للطبيب الذي يزرع في المتدربين جوهر المهنة قبل تفاصيلها، ويغرس فيهم أخلاق المسؤولية قبل خطوات الفحص السريري.

يجيد الاستماع، ويحسن التوجيه، ويُعرف عنه أنه لا يترك متدربًا في حيرة، ولا مشروعًا بلا بوصلة، ولا فعالية تعليمية دون أثر.

وفي مؤسسات وزارة الصحة بالأحساء، كان اسمه محفورًا في كل مشروع تطويري للتعليم الطبي.

وفي كل لجنة، ومنصة تدريب، وفعالية محاكاة، ومحاضرة أكاديمية، تجد بصمته الهادئة، وصوته العملي، وحضوره الذي يجمع بين الحكمة والإنجاز.

مناصب وخبرات تشهد على رحلة ثرية:

تنقّل الدكتور محمد العيثان بين عدد من المواقع القيادية والتعليمية التي شكلت خبرة تراكمية عميقة:

• استشاري طب الأسرة والتعليم الطبي - صحة الأحساء.

• مدرّب معتمد في برامج الدراسات العليا لطب الأسرة - الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.

• مدرّب معتمد من المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية «CBAHI».

• مدرّب معتمد في المحاكاة الصحية والطوارئ الإشعاعية.

• مدرّب معتمد لدورات TOT.

• مُقَيِّم معتمد في الاختبارات النهائية لبرامج الزمالة في طب الأسرة.

• محاضر في برامج الجودة والتعليم الطبي والقيادة الصحية.

• مدير مراكز الرعاية الصحية الأولية، ثم مدير التدريب، ثم مدير مركز الدراسات العليا لطب الأسرة… في سلسلة من المواقع التي بنت رؤيته القيادية.

• رئيس مجلس إدارة جمعية تشافي لطب الاسرة «جمعية خيريه غير ربحية»

هذه المناصب لم تكن مجرد عناوين، بل كانت محطات لعمل مؤسسي قائم على الجودة، والانضباط، وتحسين المخرجات، وهي سمات عُرف بها الدكتور محمد في كل موقع عمل فيه.

المؤهلات الأكاديمية… من عسير إلى كندا:

بدأ رحلته من جامعة الملك خالد، ثم مضى نحو الزمالة العربية في طب الأسرة، ليختتم هذا المسار الأكاديمي المشرق بالزمالة الأكاديمية من جامعة تورنتو — إحدى أهم الجامعات العالمية في مجال التعليم الطبي — لتتكون لديه رؤية علمية حديثة، عمّق بها جودة التدريب ورفع مستوى برامج طب الأسرة في الأحساء.

مهارات تقنية تقود التفوق… وشخصية قيادية تصنع الفرق:

لا تكتمل صورة القائد إلا إذا اجتمع العلم بالتقنية، والتنظيم بالرؤية، وهو ما ميز الدكتور محمد:

مهارات تقنية:

إتقان البرامج التعليمية، تصميم العروض، إدارة المنصات الرقمية، وتطوير المحتوى الإلكتروني.

هذه المهارات جعلت منه أحد أبرز من دمج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني في برامج طب الأسرة.

مهارات شخصية:

هدوء في الطرح، قوة في الحجة، فنّ في التواصل، انضباط في الوقت، وقدرة عالية على إدارة الفرق وصناعة بيئة تعلّم مفعمة بالإيجابية والاحترام.

من العطاء المهني إلى الإلهام الأكاديمي:

عرفه المتدربون قائدًا ينثر الحماس قبل أن يبدأ الدرس، ويرسم طريق النجاح قبل أن يُطرح السؤال، وتميز بأسلوب تنظيمي رصين في إدارة المؤتمرات العلمية والورش المتخصصة، حيث جمع بين دقة التخطيط، وعمق المحتوى، وأناقة العرض، وجودة التنفيذ.

هو من أولئك الذين يمتلكون القدرة على تحليل التحديات ووضع حلول عملية، وقيادة المبادرات التطويرية، تحفيز المتدربين والكوادر الصحية نحو الإتقان، وزرع ثقافة العمل الجماعي والمسؤولية المهنية.

مجالات تميّزه… خارطة خبرة ممتدة:

• التعليم الطبي وبرنامج الدراسات العليا لطب الأسرة.

• المحاكاة الصحية وأساليب تقييم المتدربين الحديثة.

• تطوير الجودة وتطبيق معايير الاعتماد الصحي.

• التدريب القيادي وإعداد المدربين.

• رفع كفاءة الممارسين الصحيين وتطوير مخرجات الرعاية الأولية.

إشادة وتقدير… قامة وطنية ورمز للتطوير الصحي:

إن الدكتور محمد بن أحمد العيثان ليس مجرد اسم في قائمة الكفاءات، بل هو رائدٌ من روّاد تطوير التعليم الطبي في الأحساء، ومساهِم بارز في تعزيز جودة التدريب الصحي في وزارة الصحة.

لقد خرّج أجيالًا من أطباء الأسرة الذين يسيرون اليوم في مختلف مستشفيات المملكة، ويحملون شيئًا من بصمته، وطريقة تدريبه، وأسلوبه الإنساني المتوازن.

هو شخصية هادئة، لكنها مليئة بالإنجاز، متواضع، لكنه ثري بالعلم والتجربة، عملي، لكنه لا يفارق روح الإنسانية.

وطني، يحمل رسالة: أن ينهض الطبيب السعودي بمهنته حتى يبلغ أعلى درجات الإتقان.

خاتمة: قامة تستحق التكريم:

إن مسيرة الدكتور محمد بن أحمد العيثان تستحق أن تُدرّس، وأن تُكتب، وأن تُوثّق، فهو أحد أعمدة التعليم الطبي في المنطقة الشرقية، وأحد النماذج الوطنية المشرفة التي خدمت الوطن بصدق، وعملت بصمت، وأعطت بسخاء.

شكراً له على كل خطوة تعليمية، وكل مبادرة تطويرية، وكل كلمة إلهام قالها لطبيبٍ شابٍ في بداية طريقه.

فبمثله تُبنى الأجيال، ويزدهر التعليم الطبي، وتتقدم منظومة الرعاية الصحية في وطننا الغالي المملكة العربية السعودية.


استشاري طب أطفال وحساسية