آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:21 ص

لطفا ورحمة وعونا بكبار السن

جمال حسن المطوع

من الطبيعي والمألوف أن كل صغير يهرم، وكل هرم يشيخ، وهذه سنة الله في خلقه. ونحن في موضوعنا هذا سنركز على كبار السن وقطار العمر الذي يسابقهم، وما علينا فعله اتجاههم، ومدى الاهتمام والرعاية بهم؛ فما أحوجهم في هذه المرحلة الحساسة إلى القلوب الرحيمة والكلمة الحانية، وأن يكونوا تحت أعيننا في متابعة شؤونهم الحياتية وما يحتاجون إليه من عناية ومتابعة.

فكما قاموا بتربيتنا صغارًا، فعلينا ردّ الجميلِ لهم وأكثر، لأنهم بذلوا الغالي والنفيس لنعيش حياة لا ضنك فيها ولا تعب. صالوا وجالوا، وسهروا الليالي، وقضوا جل أوقاتهم في البحث عن لقمة العيش الكريمة، ومنهم من تحمل العناء والمكابدة في خلق الأجواء المناسبة من الاستقرار المعيشي والهدوء النفسي الذي لا خوف فيه ولا قلق.

حان الوقت لردّ الجميل إليهم، ليكونوا تحت أبصارنا في متابعة شؤونهم وأحوالهم، وخاصة الصحية والمرضية؛ فهم في عمر تكالبت عليهم الشيخوخة وتبعاتها، فلم يعودوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم في تسيير دفة أمورهم والتعايش معها.

هذا من جانب، ومن جانب آخر، ملاطفتهم بكل خشوع وخنوع، واللين والرفق في معاملتهم، وعدم قطع زيارتهم والتواصل معهم، وتلبية كل احتياجاتهم، والإصغاء إليهم بكل اهتمام، والاستماع إلى وجهات نظرهم بأدب واحترام، وعدم معارضتها حتى وإن كانت لا تتفق مع آرائنا.

فلهم قصب السبق في كل ذلك، إكرامًا لهم، وعدم سبقهم في القول أو الاعتراض عليه، مراعاة لشعورهم وعدم جرحهم، مما يؤثر على نفسياتهم ويؤدي إلى عواقب لا يحمد عقباها، بل قد ينتج عنها نتائج عكسية نحن في غنى عنها.

كبار السن هم بركة حياتنا وفرحة الأيام ورائحتها الطيبة. إنهم مصدر للحكمة والنصح، وأن رفقهم واجب، لأنهم بزمن غير زمانهم، ويؤكد هذا المعنى أنهم فعلًا يستحقون كل هذا من غير فضل ولا منة.

ومن هنا علينا واجب أن نجلهم ونقدرهم، ومصداقًا لذلك ما جاء في حديث ورد عن الإمام جعفر الصادق :

«إن من إجلال الله عز وجل إجلال الشيخ الكبير.»

ومن هنا يجب علينا أن نكون منفتحين عليهم، وغرس الأمل والرجاء فيهم، وتشجيعهم على محاربة اليأس والشيخوخة مهما كانت الظروف، والدعاء لهم بطول العمر في خير وعافية إن شاء الله تعالى.