آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 2:41 م

ريشة «المسلم».. توثيق للهوية وإحياء لـ «زمن الطين» في صالة ”الرامس“

جهات الإخبارية تصوير: حسن الخلف - القطيف

نجحت الفنانة التشكيلية فاطمة المسلم في خطف أنظار زوار معرض ”أبيض وأسود 4“ بالقطيف، عبر عمل فني مركب قدمت فيه قراءة بانورامية للحياة، دامجةً بجرأة فنية بين عوالم متباعدة ظاهرياً.

عانق العمل الفني الخيول أمواج البحر، وتجاورت مع البيوت التراثية العتيقة، لتشكل لوحتها أيقونة بصرية تعيد تعريف الهوية المحلية ضمن إطار لوني محايد.

وجاء هذا العمل ضمن فعاليات المعرض الذي تحتضنه صالة ”أجدان“ الثقافية بمشروع الرامس، ليقدم فلسفة الفنانة الخاصة في رؤية العالم، حيث لم تكتفِ بنقل الواقع كما هو، بل أعادت تشكيله برؤية جمالية مغايرة.

واستطاعت من خلال لوحتها أن توثق للعمارة التقليدية والبيوت القديمة لا بوصفها مبانٍ منسية، بل كجزء حي من الهوية الوطنية المتجذرة، وضعت بجوارها عناصر الفخار لتروي قصة تطور هذه الحرفة من الطين الخام إلى المعاجين الحديثة.

وتميزت التجربة الفنية للمسلم بالخروج عن النمطية في استخدام الخامات، حيث لجأت إلى تقنية ”الميكس ميديا“ ”الوسائط المتعددة“ بمهارة عالية. فبدلاً من الاكتفاء بالقماش التقليدي، وظفت الخشب وقواعد الفلين مع الألوان الزيتية، مما منح اللوحة أبعاداً وملامس تخرج عن نطاق التسطيح، وتجعل من تداخل عناصر الخيل والأسماك تجربة حسية تتجاوز حدود النظر.

وأشارت الفنانة المسلم إلى أن لوحتها تمثل ”العالم بعيونها“، تلك العيون التي ترى الجمال في الجمع بين المتناقضات، وتربط بين البيئة البحرية التي تشتهر بها المنطقة وبين الأصالة البرية المتمثلة في الخيول.

وأكدت أن استحضار التراث المعماري في عمل حديث يعكس إيمانها بأن الماضي لا يزال يتنفس في تفاصيل حياتنا المعاصرة.

ويأتي تميز هذا العمل وسط منافسة فنية راقية شهدها المعرض الذي دشنه الفنان منير الحجي بمشاركة 39 مبدعاً، حيث شكلت لوحة فاطمة المسلم نموذجاً حياً لما أشار إليه النقاد، وفي مقدمتهم الناقد البحريني الدكتور كامل الجمري، من تطور في مستوى الطرح الفني وقدرة الفنانين على خلق عوالم واسعة ومدهشة باستخدام اللونين الأبيض والأسود فقط.