ناقد بحريني: فنانو القطيف حوّلوا ”قيد اللونين“ لمساحة إبداع رحبة
وصف الدكتور كامل الجمري، رئيس لجنة نسيج الفن بمملكة البحرين، النسخة الرابعة من معرض ”أبيض وأسود“، المقامة حالياً بالعوامية، بأنها تمثل ”نقلة نوعية“ حقيقية في المشهد التشكيلي بالمنطقة.
جاء هذا التقييم النقدي خلال زيارة قام بها وفد بحريني للمعرض، الذي تنظمه جماعة الفن التشكيلي بالقطيف في صالة ”أجدان“ الثقافية بمشروع الرامس.
وأكد الجمري، الذي عقد مقارنة مباشرة مع النسخة السابقة التي حضرها، أن التطور الفني الملموس هذا العام يعكس حالة من النضج الكبير في التجارب الفنية المحلية، وقدرتها الفائقة على تجاوز التحديات التقنية واللونية ببراعة واضحة.
وأشار الناقد البحريني إلى أن الفنانين المشاركين، البالغ عددهم نحو أربعين فنانًا وفنانة، نجحوا في تحويل قيد اللونين المحايدين «الأبيض والأسود» إلى مساحة رحبة للإبداع الفني.
واعتبر أن الاقتصار على هذين اللونين لم يكن عائقاً، بل أصبح محفزاً لإنتاج لوحات بصرية مدهشة ذات سوية عالية، تعتمد بذكاء على التباين العميق بين الظل والنور، وتقدم مواضيع متعددة تجاوزت التوقعات التقليدية.
وتتقاطع رؤية الجمري مع الإشادة التي قدمها الفنان التشكيلي منير الحجي خلال افتتاحه للمعرض.
وأكد الحجي بدوره أن المستوى المتقدم للأعمال يسهم بفاعلية في إثراء الحراك التشكيلي المحلي، ويعزز حضور الفنان السعودي في المحافل الفنية المختلفة.
وانعكس هذا التطور، الذي أشاد به النقاد، في التنوع الكبير بالمدارس الفنية الحاضرة، من الواقعية الدقيقة إلى التجريدية والزخرفية، فضلاً عن استخدام خامات متنوعة شملت الزيت والأكريليك والفحم وحتى الخشب.
وبرز هذا النضج في أعمال فردية لافتة؛ حيث قدمت الفنانة فاطمة مسلم دمجاً متقناً بين التراث والبيئة البحرية. فيما اتجهت الفنانة عفيفة الراشد نحو الرمزية العميقة في عملها ”أحفورة“ المحاكي للنفس البشرية.
واستعرضت الفنانة بتول العوامي جماليات الطبيعة بتدرجات لونية دقيقة، وأبرزت رقية الصناع دقة متناهية في الزخرفة والملامس، مما شكل بانوراما فنية متكاملة نالت استحسان الحضور.
واختتم الجمري بأن هذه المشاركة الخليجية والدعوة التي تلقاها الوفد تساهم في تعزيز جسور التواصل الثقافي، وتتيح الاطلاع المتبادل على التجارب الفنية المتنامية في المملكة.














