من أوجه النفس
النفس الكريمة تعانق كل سمو، تتجنب كل معيب، لتختار اعتزازها وتصون كرامتها من كل عبث، تترفع بذاتها عن كل موطن لا تجد فيه نفعاً، ترتقي بصمتها عن الرد، حكمةً وحفاظاً على ما تمتلكه روحها من عفةٍ وطهارةٍ، تجسد الأصالة المشرفة التي تحلق بجذور بذرتها الطيبة للسماء.
عندما نستمع لحديثٍ نصغي، ويجب أن نصغي ونتفكر؛ قد تبدو الكلمات الملقاة على آذاننا بسيطة من حيث المعنى والهدف، لكنها في الواقع هي صرخة من قلب مكسور، لكنه ما زال ينبض بالحب، يجني ثمرة الحياة. ولو عُدنا حينها إلى لحظة من لحظات العمر، لوجدنا أن لكل مرحلة زمنٍ ظروفها وإيقاعها الخاص، تتأثر وتؤثر.
إن من الأجدى بين فترة وأخرى، أن نجدد ونؤهل العلاقات مع عامة الناس، نردم كل ماضٍ فيه فجوات وسخط للنفوس غير المحبوبة، ونراعي الفوارق، مما يعطي فرصًا لتغيير اجتماعي منسق ومنظم، نقي من الشوائب والفوضى ناتجةً عن قفزات عشوائية غير محسوبة.
حلقات متصلة متنوعة، ثقافية واجتماعية واقتصادية وغيرها، نعيشها في حياتنا. فمنذ ولادتنا، كل إنسان منا ينتمي إلى مكان وتاريخ ولادته، ولا يتعرف عليها إلا تدريجاً. كذلك هي الحياة، لها انتماء وجداني، كل يوم نتعلم فيها كل جديد.
نتعلم الصبر واستقلال الذات، نتعلم الهدوء واتساع البال، نتعلم التسامح وتبادل الاحترام. نشد أيدينا بأيدي بعض، نحقق التآزر والمحبة والتعاون، كما أننا نعزز الألفة والاحترام المتبادل بين الناس. نعمل على مساعدة أنفسنا والآخرين في تحمل المسؤولية الاجتماعية والجوانب الحياتية الصعبة، من أجل الوقوف بوجه مشاكل الحياة وكل الأزمات التي تمر بنا جميعاً، لا سمح الله. ففي القرآن الكريم قول العدل والحكمة، قوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة - 2]. وفي التسامح وكسب مودة الناس، قوله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت - 34].













