أنواع مرافقي المرضى… مشهد اجتماعي صاخب في ممرات المستشفيات!
في كل المستشفى، لا تحتاج أن تسأل: ”وين المريض؟“
يكفي أن تبحث عن الزحمة! ستجد حول السرير الواحد قبيلة كاملة من المرافقين، كلٌّ منهم يعتقد أنه ”الضروري رقم واحد“ في حياة المريض، بينما الطاقم الطبي يحاول النجاة من هذا الحشد البشري بابتسامة مجاملة وكوب قهوة بارد.
ولأن المرافقين في مجتمعنا يشكّلون ظاهرة تستحق الدراسة، إليكم — بلغة الواقع الساخرة — أنواع مرافقي المرضى الذين نصادفهم كل يوم في مستشفياتنا:
هو الأكثر حضورًا والأقل فائدة.
عددهم لا يقل عن عشرين أو ثلاثين شخصًا من الأقارب والجيران وربّع الحي، جاؤوا ”للواجب“ فتحولوا إلى سدٍّ بشري في ممرات الطوارئ.
واحد يصوّر، والثاني يستفسر، والثالث يصرخ ”وين السستر؟“، والرابع يحضر شايًا على الفحم!
تحس أن الطوارئ تحوّلت إلى مجلس عزاء فيه دلال قهوة بدل أجهزة طبية.
هذا النوع عملة نادرة.
هادئ، واعٍ، متعاون، يتابع توصيات الأطباء ويساعد في إنهاء الإجراءات دون ضجيج.
وجوده يختصر الوقت ويخفف الضغط على الجميع.
هو الذي نقول عنه: ”لو كل المرافقين مثله، المستشفيات تصير جنة!“
غالبًا دكتور صغير أو طالب طب لابس سكرب ومتقمّص الدور الرسمي.
يتكلم بلغة هجينة بين العربي والإنجليزي:
”خل نعطيه Glucose Saline أحسن من Normal Saline, عشان Electrolytes ناقصة شوي.“
الطاقم الطبي يناظر بعضه في حيرة، والمريض في النص بين فخر وارتباك.
لا يضر ولا ينفع، لكنه يرفع ضغط الممرضات بالمصطلحات الأجنبية.
هو فعليًا زائر دائم للكافيه أكثر من كونه مرافقًا للمريض.
تلقاه آخر الممر، يدخن أو يحتسي قهوته، وإذا سألته عن المريض قال:
”تمام إن شاء الله… بس لحظة أخلص الكابتشينو.“
وجوده مثل ”الواي فاي الضعيف“ … تعرف إنه موجود، لكن ما منه فائدة!
هو النسخة الميدانية من قناة إخبارية!
ينقل الأخبار لحظة بلحظة للعائلة:
”ركبوا له محلول… الحين عطوه إبرة… لا تتحركوا، بيقيسون له الضغط.“
كل صغيرة وكبيرة عنده ”عاجلة“، ولو عطس المريض، توصل العطسة إلى القروب قبل ما تنتهي!
يرى نفسه وصيًّا على القرارات الطبية.
يتحدث بنبرة ثرية:
”يا جماعة، ودوّه مستشفى خاص، ما يصير كذا!“
أو يقترح:
”نسافر فيه برا، الطب عندنا ما ينفع.“
هو لا يدفع شيئًا، لكنه يوزع الأوامر كأنه مساهم رئيسي في بناء المستشفى.
يأتي مرافقًا لمريض حالته خطيرة جدًا — نزيف، كسور، غيبوبة — وفجأة يلتفت للطبيب قائلًا:
”بعينك الله دكتور، قِس لي ضغطي، حاسه مرتفع شوي.“
يتحول المشهد فجأة إلى مريضين وطبيب محتار من يعالج أولًا!
وأخيراً.. في ممرات المستشفيات، تتقاطع المآسي بالطرائف، والجدية بالضحك، والمرض بالازدحام.
فالمريض واحد، لكن المرافقين عالمٌ متنوع من السلوكيات والعواطف والمواقف الغريبة.
بعضهم يُسهم في راحة المريض، وبعضهم يزيد الطين بلّة.
لكن في النهاية، كلهم يجتمعون على نية طيبة واحدة — وإن فاضت قليلاً بالحماس والثرثرة — اسمها:
”الخوف على المريض… بطريقتنا الخاصة.“













