آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:57 ص

هل تعرف مصطلح ”تجمع ذوو المواهب الواعدة“؟

أمين محمد الصفار *

المصطلح هو الترجمة العربية لـ High Potential Talent Pool, حيث تعمد بعض الشركات الكبيرة إلى هذا الإجراء كأحد آليات العمل للاستثمار المكثف في الطاقات البشرية المميزة لديها. وهذا البرنامج هو لإعداد من تتوسم فيهم الشركات الكفاءة والاستحقاق لتولي مهام إشرافية بشكل يعزز من كفاءة اتخاذ القرار في تعيين المدراء لديها في المستويات الإشرافية والإدارات الوسطى. بعض هذه الشركات - وتبعًا لحجمها - لديها برنامج آخر مشابه هو: تجمع ذوي الإمكانيات العالية High Potential Pool, وهو يستهدف شغل الوظائف العليا تحديدًا.

يُخضع المرشحون الذين يتم اختيارهم لهذه البرامج لتدريب نظري وعملي مكثف، وتعريضهم لمختلف حالات وظروف العمل لرفع مستوى المهارات والقدرات لديهم حتى تتناسب مع توقعات المنظمة، ويتم تقييمهم بشكل مستمر حتى انتهاء البرنامج تمهيدًا لتسليمهم المناصب التي تم تهيئتهم لها.

لهذه البرامج مزايا عديدة، فهي تعبر عن مستوى الفكر الإداري للمنظمة ومستوى تطلعاتها المستقبلية من خلال وضع مثل هذه البرامج التي تستهدف رفع مستوى الأداء الوظيفي في المفاصل الإدارية للمنظمة وتعزيز التنافس القائم على الابتكار لتحقيق أهدافها. ومن الجانب الآخر تضع هذه البرامج للموظف الطموح معالم لمساره الوظيفي في المنظمة وفرص تطوره الوظيفي.

كذلك هناك عدد من العيوب أو التحديات التي تواجه هذه البرامج، منها: صعوبة وضع معايير مهنية دقيقة للاختيار، وكذلك الأثر السلبي الذي قد تتركه على الموظفين الذين لم تُتَح لهم فرصة الالتحاق بهذه البرامج، وكذلك التسرب الوظيفي لبعض هؤلاء بعد انتهاء التدريب. وهناك سلبيات أخرى تتعلق بمستوى المهنية في المنظمات نفسها، فبعض هذه الشركات تجعل هذه البرامج معلنة ومقننة وفق آلية عمل واضحة، والبعض الآخر تكون هذه البرامج سرية أو شبه سرية، قد تسمع بها لكن لا تراها.

أحد القياديين في شركة أرامكو كتب في مذكراته بعد تقاعده ما يوحي بأنه كان خلال فترة من عمله ضمن تجمع ذوي الإمكانيات العالية «قد تختلف التسمية»، وقد أثنى على هذه التجربة. من جهة أخرى سمحت لي الظروف الاطلاع عن قرب على بعض التطبيقات لهذه البرامج، لكن لا يمكن أن نصفها بالتجارب الناجحة، وذلك قياسًا على مخرجات البرنامج وظهور عدد من السلبيات التي ذكرناها.

حاولت الاقتضاب في الحديث عن الإيجابيات والتحديات لهذه البرامج، فهذا المقال لا يستهدف التوسع في ذلك، وإنما هو لتوجيه رسالة للموظف أو الشاب المقبل على الالتحاق بوظيفة ولديه من الطموح ما يكفي. أقول له: اعرف كيف تفكر الشركات، اعمل تجمعًا ذوي المواهب الواعدة الخاص بك أنت أولًا من خلال تعزيز قدراتك ومهاراتك الشخصية في التواصل الفردي والجماعي وتقوية الذكاء العاطفي والاجتماعي، ثم ابحث واطرق بقوة باب تجمع ذوي المواهب الواعدة لدى شركتك أو التحق بشركة لديها مثل هذا البرنامج.