مَودَّةٌ ورَحمَة

اصعَدْ بِأُسرتِكَ المَصُونةِ مُشفِقا
وابغِ السَّعادَةَ بالصَّلاحِ؛ وبالتُّقى

وارسُمْ بِعالَمِكَ الجَميلِ حدائقًا
فيها اخضِرارُ الحُبِّ يزهُو مُورِقا

وحقولُ فرحتِكَ الهنيئةِ مدُّها
مِنْ «ياسَمينِ» الوُدِّ يحضِنُ «زنبَقا»

والطِّيبُ ينفحُ بالحَنِانِ مُداعِبًا
بِغَبوقِ عذبٍ في مَسَاءاتِ اللقا

وصَبُوحُ يقظَتِكَ النّدِيَّةِ ساعِيًّا
يُسدِيكَ رزقًا لِلكرامِةِ مُرتقَى

أغدِقْ فأنتَ النَّهرُ يُسعِدُ أهلَهُ
واليُمْنُ يَجرِي فارِهًا مُترقْرِقا

تجِدِ الهَنَاءَ نقاهةً ملموسَةً
والنفسُ تملؤُها السّكينَةُ والنّقا

سامِحْ بقلبِكَ مَنْ يسيءُ مُداريًا
بِعِنَاقِ أرواحٍ يُجانِبُها الشّقا

كافئْ مُجِدًّا في نِضَالِ مسيرةٍ
بِطُمُوحِ فَذٍ للنَّمَاءِ تَشَوّقَا

واشمَلْ بَنِيكَ بعِطرِ عَدلكَ مُنصِفًا
وكُنِ الرَّؤوفَ تودُّدًا وتَرفُّقا

وانشُرْ بِبسمَتِكَ الأنيقةِ بهجةً
بينَ الجميعِ تنَلْ ثناءً مُشرِقا

- وأبيكَ - إنَّ الحقَّ أجدَى مسلكًا
نحوَ الوئامِ يظلُّ دومًا شيّقا

وأُبُوَّةُ الأخلاقِ أجمَلُ عُلقةً
للوَصلِ كانَتْ والتَّآلُفِ أوثِقا

أفلاذُ أكبَادٍ فُرُوعُكَ للمَدَى
والرُّشدُ ينضجُ بالرُّجولَةِ مَنطِقا

والمُؤنِساتُ مِنَ الحَرائرِ رَحمَةٌ
هُنَّ العَفَافُ تأنُّقًا وتعلُّقا

والأُسرَةُ المُثلَى كروضَةِ جنَّةٍ
فيها العَلاءُ شُموخُهُ ما أملَقا

وأقارِبٌ؛ أصلٌ وفرعٌ كُلُّهُمْ
- بِوِصَالِ ظِلِّكَ - نخْلُ جُودٍ أعذَقا

الدّينُ علَّمنا الحياةَ كريمَةً
بالأُنْسِ؛ والعَيشُ الرَّغيدُ تحقّقا

جَمْعٌ مِنَ الفُضلاءِ حثَّهُمُ الهُدى
والوُدُّ رفرَفَ بالثّقافةِ بَيرَقَا

أكرِمْ بهِمْ؛ وبِسَعيِهمْ بينَ الوَرَى
فلِرحمَةٍ نَشَروا الوفاءَ مُنسَّقَا

فَالعِشْرَةُ الفُضلَى بِطِيبِ ذَواتِنا
سَكَنٌ يضُمُّ جُموعَنا مُتألِّقا