آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:57 ص

صغارنا ذكورا وإناثا تحت المجهر

جمال حسن المطوع

التربية الفاضلة هي عصب الحياة التي يقوم عليها الكثير من الأسس السليمة والعقلائية في كيفية فن التعامل مع الناشئة في عصرنا الحاضر، الذي تغيرت فيه الكثير من المفاهيم التي كان الآباء يتعاملون فيها مع أطفالهم الصغار بأسلوب تقليدي تعودوا عليه، يسهل فيه الانسجام والكيفية المناسبة بلغة التخاطب وفن التعامل والأخذ والرد.

فهم عبارة عن عجينة طرية، تشكلها حيثما تريد وترغب من دون ردات فعل منهم، عصبية كانت أو تشنجات أو غضب، وإنما هي السمع والطاعة ولا شيء بعدها.

ولكن الظروف الآنية اختلفت وتغيرت بالمستحدثات الحياتية والعصرية ومواكبتها وظروفها المتتالية، وأصبح هناك نوع من الاستقلالية الذاتية نوعًا ما، التي أوجدتها الكثير من المتغيرات التي يعيشها هذا الجيل منذ صغره، وما التقنيات الحديثة ومستجداتها إلا أنها تعكس حقيقة لا يمكن الهروب منها.

فنلاحظ في وقتنا الحاضر أن الصغار منذ نعومة أظفارهم وهم يتهافتون على اكتساب ما هو مبتكر وجديد، وهذا أمر لا مفر منه، والتطورات الحاصلة لا بد أن يتكيف الآباء والأمهات مع هذا الواقع المستجد الذي لا مفر منه، وأن يكسبوا صغارهم بالعبارات الجميلة والتصرفات الملائمة التي تقربهم منهم، وعدم استفزازهم أو معاندتهم، وتوجيههم وإرشادهم تربويًا برأفة ورحمة حتى ينالوا ثقتهم ومعرفة ما يجول في خواطرهم من أمنيات ورغبات لا تتعارض ومستقبلهم، وأن يكونوا لهم عونًا لا خصمًا في توجهاتهم، وأن نضعهم تحت المراقبة الدائمة خلف الكواليس، ومتابعة ما يشاهدونه من خلال الأجهزة الحاسوبية واللوحية التي انتشرت بين صغارنا انتشار النار في الهشيم، وما تبثه أحيانًا بما لا يتفق وقيمنا الشرعية وتقاليدنا وعاداتنا الاجتماعية.

ومخاطبة هؤلاء الناشئة بأسلوب سلس ومشوق وحضاري، وتبيين خطورة ما يشاهدونه من الغث والسمين، حتى نكتسب ثقتهم ومودتهم، وإعطائهم الفرصة في التعبير عن آرائهم بكل عطف وحب وحنان وأريحية، وهكذا نحميهم من أي هزات وردات فعل سلبية نتيجة ما يشاهدونه ويتابعونه، ونسايرهم حتى يبلغوا مأمنهم من دون أي اضطرابات نفسية أو فكرية.

وهكذا نبني أجيالنا حاضرًا ومستقبلًا في أمن وأمان واطمئنان… والله الموفق.