آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:57 ص

الإنسان في سرعة الزمن

فاضل أحمد هلال

نحن نعيش في زمن حديث مختلف تمامًا عن زمننا القديم، زمن لا نعلم هل نحن قادرون على مواكبته أم عاجزون عن فهمه، زمن له آفاقه وعلومه وثقافته المختلفة، زمن لا في الخيال ولا في الأحلام، زمن السرعة ومسابقة الوقت، زمن خلق لنا صعوبة في مجاراته وسهولة في تحقيق أهدافه، زمن غريب، زمن الجيل الحديث، زمن تطورت فيه الأسماء والمسميات، واختلفت فيه الآفاق والمباني والناطحات الشاهقة التي كانت تشيّد في عدد من السنوات، فأصبحت تُنشأ وتُبنى في عدد من الأيام القليلة بين غمضة عين.

ولو رجعنا بالزمن إلى الماضي، لرأينا في أفلام الكرتون والخيال ما يتحقق في زمننا الحاضر، ولا نعلم ولا ندري أفي الزمن القريب سنستقل السيارات الكبسولة الذكية الطائرة كالصحون الفضائية التي لا تمتصها الجاذبية فتسقط، بل تظل معلقة في الهواء مع التحكم بها، وتقلنا بسرعة خيالية، لا نعلم.

فكما أصبحنا نسمع ونرى البعيد في أقل من جزء من الثانية بضغطة زر، ونتحدث من خلال ساعة نلبسها في معصم اليد فتحدثنا وتتابع خطانا ونبض قلوبنا وصحتنا البدنية، فربما ننتقل بين البلدان البعيدة بالسرعة الموازية في المستقبل، وربما يكون هذا أمرًا طبيعيًا جدًا، لاسيما في الدول المتقدمة والمتطورة علميًا وثقافيًا، والمنتعشة اقتصاديًا والمتمكنة ماديًا.

والحمد لله نحن نعيش في بلد يمتلك رؤية جميلة وحكيمة ومتطورة، تواكب هذا التطور والتقدم، وتعمل على تحقيق الأهداف التي وُضعت له في مدى قصير من الزمن، وتسعى لتحقيقها بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة. ونحن نلاحظ وبوضوح التقدم والتطور في بلادنا العزيزة تحت ظل قيادتنا الرشيدة والحكيمة، والتطور الحضاري والعمراني المتقدم الذي انتشر انتشار النار في الهشيم، فحول الصحارى والرمال إلى عالم مختلف مهيأ ومتطور ليتناسب مع الحياة البشرية والثقافية.

وهذا الانتقال السريع في المجالات المختلفة سرّع لنا تحقيق أهداف الحياة، وسهل المعاملات بطريقة سريعة جدًا عن السابق، فتطورت المعاملات الورقية القديمة إلى معاملات حاسوبية حديثة تعتمد على العلم المتطور المتغير.

والإنسان يتعلم ليطور ويستحدث التقنيات والبرامج التي يسخرها لتطوير الحياة البشرية في جميع المجالات العلمية والثقافية، كالذكاء الاصطناعي الحديث. فأين كنا؟ وإلى أين سنمضي؟ من الواضح أن الدولة الكريمة ماضية إلى آفاق واسعة، وممتدة إلى علم حديث يواكب التطور العالمي والدولي. والجميع يرى ويسمع ويشاهد ما وصلت إليه المملكة في الفترة الوجيزة، وفي زمن قياسي جدًا من تقدم وتغير وتطور.

وهذا بفضل الأيدي التي تعمل ليلًا ونهارًا للارتقاء والتقدم ومحاربة كل ما يعرقل تطورها وتقدمها، فنحن بلد الحرمين الشريفين، وبلد القرآن الكريم، بلد النور والعلم والنور، ونحن - إن شاء الله - قادرون على تطوير العلوم والمعارف التي عجز غيرنا عن تحقيقها أو الوصول إليها. ونحن في بلادنا الحبيبة، وبفضل تمسكنا بالعقيدة والكتاب، قادرون بإذن الله عز وجل على أن نحقق الكثير من العلوم ونطورها لترتقي بالمجتمعات إلى أعلى الدرجات والثقافات.

في الختام،

من الطبيعي أن تختلف الحياة وتتطور وتتقدم في الزمن الحاضر عما كانت عليه في الزمن الماضي، ولكننا - إن شاء الله - قادرون على أن نتغير ونطور عقولنا للأفضل لنواكب العصر الحديث ونتأقلم معه.